قناة الراعي الصالح


قناة الراعي الصالح | الحرب الروحية | الدرس الخامس | التسلح بنية الصبر والانتظار والمثابرة

    يوجد كتاب مشهور بعنوان تجسد الكلمة للقديس أثناسيوس الرسولي، ترجمه عن اليونانية دكتور جوزيف موريس فلتس   (أرجو أن تقرأوه) إذ يقول كان لابد أن يتجسد الكلمة، لأن التوبة عجزت عن حفظ أمانة الله، فلو كان تعدي الإنسان مجرد عمل خاطئ، ولم يتبعه فساد، لكانت التوبة كافية، ولكن بعد أن حدث التعدي، وتورط الجنس البشري في ذلك الفساد، ونزعت منهم النعمة، فمن ذا الذي يستطيع أن يُعيد للإنسان تلك النعمة ويرده إلى حالته الأولى، إلا كلمة الله الأزلي الذي خلق في البدء كل شيء من العدم، لأنه هو وحده القادر أن يأتي بالفاسد إلى عدم الفساد.   فلو رسام رسم صورة، وفسدت الصورة لسبب ما، فلا يوجد أجدر من ذات الرسام الذي رسم الصورة يقدر أن يعيدها إلى ما كانت عليه، ولا يستطيع غيره أن يقوم بهذا الدور، ولأن الكلمة هو الذي طبع صورته فينا، "«نَعْمَلُ الإِنْسَانَ عَلَى صُورَتِنَا كَشَبَهِنَا، التكوين ٢٦:١ " وبالسقوط، وسقوط الجنس البشري في الخطية تشوهت هذه الصورة، صورة الكلمة،" مِنْ أَجْلِ ذلِكَ كَأَنَّمَا بِإِنْسَانٍ وَاحِدٍ دَخَلَتِ الْخَطِيَّةُ إِلَى الْعَالَمِ، وَبِالْخَطِيَّةِ الْمَوْتُ، وَهكَذَا اجْتَازَ الْمَوْتُ إِلَى جَمِيعِ النَّاسِ، إِذْ أَخْطَأَ الْجَمِيعُ. رومية ١٢:٥" لذلك كان حتمًا ولابد أن الكلمة نفسه هو الذي يأتي ويعيد صورته فينا مرة أخرى. (الذي من اجلّ الصلاح وحده، مما لم يكن كونت الإنسان، وجعلته في فردوس النعيم. وعندما سقط بغواية العدو ومخالفة وصيتّك المقدسة. وأردت أن تجدَّده، وتردَّه إلى رتبة الأولي. لا ملاك، ولا رئيس ملائكة، ولا آباء، ولا نبياً ائتمنته على خلاصنا. بل أنت بغير استحالة، تجسد وتأنست،)   "وَلَيْسَ بِأَحَدٍ غَيْرِهِ الْخَلاَصُ. لأَنْ لَيْسَ اسْمٌ آخَرُ تَحْتَ السَّمَاءِ، قَدْ أُعْطِيَ بَيْنَ النَّاسِ، بِهِ يَنْبَغِي أَنْ نَخْلُصَ». أعمال الرسل ١٢:٤ "
     وللإجابة على السؤال هل المسيح يستطيع أن يغيرني إلى صورته مرة أخرى؟
     المشكلة أننا مازلنا نفكر بعقلية الناموس، أننا نخلص بالأعمال، وليس بعقلية العهد الجديد الكلمة الأزلي، الذي جاء ليعيد صورتي الأولى، إذًا ما هو دوري؟ الدور الذي عليَّ هو أن إرادتي تختار إرادته، وهناك فارق بين أنني أختار، عن أن أنني أعمل كي أغير صورتي، نحن غير قادرين على تغيير صورتنا، لكنه الكلمة الأزلي قد نزل وتجسد كي يغير صورتي إلى صورته. “لأَنَّ الَّذِينَ سَبَقَ فَعَرَفَهُمْ سَبَقَ فَعَيَّنَهُمْ لِيَكُونُوا مُشَابِهِينَ صُورَةَ ابْنِهِ، لِيَكُونَ هُوَ بِكْرًا بَيْنَ إِخْوَةٍ كَثِيرِينَ. رومية ٢٩:٨ "
     كثيرين يسألون هل الله يستطيع أن يغير صورتي إلى صورته مرة أخري مهما كانت التشوهات، والضعفات، أو أن يغير أقربائي (زوجي ـ ابني ـ زوجتي ـ زملائي.  إلخ)؟ إن لم يستطع أن يغير كل هؤلاء، لا يستطيع أن يغيرك أنت! نعم يستطيع، فخ إبليس يبدأ من هنا، أنك تتكل على ذاتك، ولذلك يأتي إليك بصوت الفشل، أنت فاشل، وغير نافع، بدليل أنك سقطت بالأمس وأول أمس، واليوم، لا فائدة منك، وأنت لن تتغير، أو يجعل عينك على خطية أخيك، كي لا تري خطيتك فتتوب عنها، "وَلِمَاذَا تَنْظُرُ الْقَذَى الَّذِي فِي عَيْنِ أَخِيكَ، وَأَمَّا الْخَشَبَةُ الَّتِي فِي عَيْنِكَ فَلاَ تَفْطَنُ لَهَا؟ متى ٣:٧ " 
     الذي يستطيع أن يغيِّرَك هو المسيح، لماذا الحزن؟ لماذا الفشل؟ "لأَنَّ اللهَ لَمْ يُعْطِنَا رُوحَ الْفَشَلِ، بَلْ رُوحَ الْقُوَّةِ وَالْمَحَبَّةِ وَالنُّصْحِ. 2 تيموثاوس ٧:١ " إن ابن الله جاء لكي يخلصك، الرب له كل المجد كان يجالس الخطاة والعشارين، والذين لهم سمعة سيئة، "فَلَمَّا سَمِعَ يَسُوعُ قَالَ لَهُمْ: «لاَ يَحْتَاجُ الأَصِحَّاءُ إِلَى طَبِيبٍ بَلِ الْمَرْضَى. لَمْ آتِ لأَدْعُوَ أَبْرَارًا بَلْ خُطَاةً إِلَى التَّوْبَةِ». مرقس ١٧:٢" جاء لكي يبرر الخاطئ، لذلك ضع رجاءك في الذي يقدر أن يغيرك، كما غير كثيرين قبلك، ولا تعطل عمل الرب فيك باليأس والفشل.
     الرب قد أبطل الخطية بذبيحة نفسه، "وَإِنَّمَا أُظْهِرَتِ الآنَ بِظُهُورِ مُخَلِّصِنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ، الَّذِي أَبْطَلَ الْمَوْتَ وَأَنَارَ الْحَيَاةَ وَالْخُلُودَ بِوَاسِطَةِ الإِنْجِيلِ. 2 تيموثاوس ١٠:١ " وقد غلب الشرير الذي يحارب العالم "إِذْ جَرَّدَ الرِّيَاسَاتِ وَالسَّلاَطِينَ أَشْهَرَهُمْ جِهَارًا، ظَافِرًا بِهِمْ فِيهِ. كولوسي ١٥:٢ " فقط الأمر يحتاج إلى إيمان أن الرب قد أبطل الخطية التي فيك، وغلب الشرير الذي يحاربك.
     أولاً: يجب أن يكون عندي يقين كامل أن الرب يستطيع أن يغيرني إِلَى التَّمَامِ، وأيضا يستطيع أن يغير غيري، "فَمِنْ ثَمَّ يَقْدِرُ أَنْ يُخَلِّصَ أَيْضًا إِلَى التَّمَامِ الَّذِينَ يَتَقَدَّمُونَ بِهِ إِلَى اللهِ، إِذْ هُوَ حَيٌّ فِي كُلِّ حِينٍ لِيَشْفَعَ فِيهِمْ. العبرانيين ٢٥:٧ " فهذا هو عمل الله فيَّ، وليست معولة على مجهودي وقدرتي، هو الذي هزم، ويهزم، وسيهزم الشرير الذي يصنع هذه الفوضى في حياة العالم، كما هزمه على الصليب، وجرده من كل سلطانه، "وَلكِنْ مَتَى جَاءَ مَنْ هُوَ أَقْوَى (المسيح) مِنْهُ (إبليس) فَإِنَّهُ يَغْلِبُهُ، وَيَنْزِعُ سِلاَحَهُ الْكَامِلَ الَّذِي اتَّكَلَ عَلَيْهِ، وَيُوَزِّعُ غَنَائِمَهُ. لوقا ٢٢:١١ " وها هو قد جاء وغلبه، يجب أن يكون لديك إيمان بذلك، أنه يستطيع أن يغلب الشرير الذي يقف أمامك ويحاربك، وإن كنت خادم ثق أن الذي أبطل الخطية فيك، سيبطلها أيضًا في سامعيك، ولكن يجب أن تكون أنت قد غلبت الشرير.
     ثانيا: يجب أن تنمو في النعمة، وفي معرفة ربنا يسوع المسيح، فالرب في أيام تجسده، كتب عنه، "وَكَانَ الصَّبِيُّ يَنْمُو وَيَتَقَوَّى بِالرُّوحِ، مُمْتَلِئًا حِكْمَةً، وَكَانَتْ نِعْمَةُ اللهِ عَلَيْهِ. لوقا ٤٠:٢ " النعمة فهو الابن الوحيد، ومحبة الله الآب، وشركة الروح القدس " نِعْمَةُ رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ، وَمَحَبَّةُ اللهِ، وَشَرِكَةُ الرُّوحِ الْقُدُسِ 2 كورنثوس ١٤:١٣ " النعمة هي الشركة في الابن الوحيد، الابن هو النعمة التي أُعطيت لنا من عند الآب، بسبب محبته الله، فوهبنا ابنه بالنعمة، " هكذا أحبّ اللهُ العالَمَ حتى وهَبَ اَبنَهُ الأوحَدَ، فَلا يَهلِكَ كُلّ مَنْ يُؤمِنُ بِه، بل تكونُ لَهُ الحياةُ الأبدِيّةُ. يوحنا ١٦:٣ ت. مشتركة" وهذا يعني أن كل يوم أنمو في معرفة الآب، وأغلب الشرير، "وَلكِنْ شُكْرًا ِللهِ الَّذِي يُعْطِينَا الْغَلَبَةَ بِرَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ 1 كورنثوس ٥٧:١٥"
     ولكن ماذا يعني أن إبليس استطاع يوقعك في خطية ما؟ هذا يعني أنك مازلت مغلوب في هذه النقطة، وأن إبليس مازال يقيدك بهذا القيد، وأن هذا القيد لم ينكسر بعد، يجب أن نلاحظ، أن الرب قد غلبه وجرده من سلطانه، أن هذا ليس معناه أن إبليس سوف لا يحاربك، لا! "اُصْحُوا وَاسْهَرُوا. لأَنَّ إِبْلِيسَ خَصْمَكُمْ كَأَسَدٍ زَائِرٍ، يَجُولُ مُلْتَمِسًا مَنْ يَبْتَلِعُهُ هُوَ. 1 بطرس ٨:٥ "، ولكن هو دون أن يدري يقدم لك خدمة، إذ يمكنك أن تحول هذه الحرب لغلبة عليه، في أنه كشف لك نقاط الضعف التي فيك، والنقاط التي يمسكك منها، وتبدأ تعمل على هذه النقاط، فتنفك من قيوده ورباطاته، وتتحرر منها، "مِنْ أَجْلِ ذلِكَ احْمِلُوا سِلاَحَ اللهِ الْكَامِلَ لِكَيْ تَقْدِرُوا أَنْ تُقَاوِمُوا فِي الْيَوْمِ الشِّرِّيرِ، وَبَعْدَ أَنْ تُتَمِّمُوا كُلَّ شَيْءٍ أَنْ تَثْبُتُوا. أفسس ١٣:٦ " وسوف نشرح في الدروس القادمة كيف أنفك وأتحرر، ولكن اشتغل على نفسك بما هو في يدك الآن، انتبه لنقاط الضعف التي في حياتك.
      أريد أن أجيب على سؤال حرب الأحلام، لأن كثيرين يسألون عن مثل هذه الحروب، أريد أن أوضح ليست كل الأحلام هي عبارة عن حروب من إبليس، ولكن ربما يكون نشاط المخ، شرح أحد الأطباء باختصار عندما تقوم أنت بعدة عمليات كالشراء، والبيع، وسداد الفواتير، وبعض الأعمال، والمقابلات، عندما تعود إلى مكتبك تقوم بوضع كل نشاط قمت به خلال اليوم في ملفه الخاص به، كذلك المخ عند الاسترخاء يقوم بترتيب الداتا، والصور، التي مرت عليه طوال اليوم، ليس شرطًا أن تكون الأحلام مرتبطة ارتباطًا مباشرًا بالخطية، ولكن يمكن أن يكون هناك ارتباط شرطي بشيء أعاد إلى ذاكرتك ومخيلتك، خبرة قديمة، ونصيحتي لكم لا تربط إيمانك وسلامك بالأحلام. ودائمًا كن متوقع أنك تتواجه مع كل هذا بحسب روح المسيح، وتعمل كل يوم على أن تنمو في النعمة وتصعد السلم كل يوم بالتدريج، وتسلح بنية الحرب مع قوات الشر، "فَاخْضَعُوا ِللهِ. قَاوِمُوا إِبْلِيسَ فَيَهْرُبَ مِنْكُمْ. يعقوب ٧:٤ "الذي يريد أن يسقطك في الفشل "لِئَلاَّ يَطْمَعَ فِينَا الشَّيْطَانُ، لأَنَّنَا لاَ نَجْهَلُ أَفْكَارَهُ. 2 كورنثوس ١١:٢ " فأنت في حالة نمو، وحالة حرب في نفس الوقت.
     ثالثًا: سَنَحْصُدُ فِي وَقْتِهِ إِنْ كُنَّا لاَ نَكِلُّ غلاطية ٩:٦، لأننا إن كللنا سيضيع الكل، كل ما زرعته، سيضربك اليأس والإحباط، إن لم تعرف أن الحصاد له أوان، لا تستعجل الحصاد، " الَّذِينَ يَسْمَعُونَ الْكَلِمَةَ فَيَحْفَظُونَهَا فِي قَلْبٍ جَيِّدٍ صَالِحٍ، وَيُثْمِرُونَ بِالصَّبْرِ لوقا ١٥:٨ " فهناك وقت للزرع، ووقت للنمو، ووقت للحصاد، ومن وقت الزرع، إلى وقت الحصاد، يجب عليك 
     أولا تنتظر بصبر "أَمَّا الَّذِينَ بِصَبْرٍ فِي الْعَمَلِ الصَّالِحِ يَطْلُبُونَ الْمَجْدَ وَالْكَرَامَةَ وَالْبَقَاءَ، فَبِالْحَيَاةِ الأَبَدِيَّةِ. رومية ٧:٢ "
     ثانيًا السهر "اُصْحُوا وَاسْهَرُوا. لأَنَّ إِبْلِيسَ خَصْمَكُمْ كَأَسَدٍ زَائِرٍ، يَجُولُ مُلْتَمِسًا مَنْ يَبْتَلِعُهُ هُوَ. 1 بطرس ٨:٥ "
     ثالثًا لا تطلب الراحة في وقت الجهاد والتعب " ٣ فَاشْتَرِكْ أَنْتَ فِي احْتِمَالِ الْمَشَقَّاتِ كَجُنْدِيٍّ صَالِحٍ لِيَسُوعَ الْمَسِيحِ. ٥ وَأَيْضًا إِنْ كَانَ أَحَدٌ يُجَاهِدُ، لاَ يُكَلَّلُ إِنْ لَمْ يُجَاهِدْ قَانُونِيًّا. ٦ يَجِبُ أَنَّ الْحَرَّاثَ الَّذِي يَتْعَبُ، يَشْتَرِكُ هُوَ أَوَّلاً فِي الأَثْمَارِ 2 تيموثاوس 2: 3، 5، 6 " 
     الأمر الأخير في درس اليوم وهو المثابرة، "لِنَطْرَحْ كُلَّ ثِقْل، وَالْخَطِيَّةَ الْمُحِيطَةَ بِنَا بِسُهُولَةٍ، وَلْنُحَاضِرْ بِالصَّبْرِ فِي الْجِهَادِ الْمَوْضُوعِ أَمَامَنَا، العبرانيين ١:١٢ "، " هَادِمِينَ ظُنُونًا وَكُلَّ عُلْوٍ يَرْتَفِعُ ضِدَّ مَعْرِفَةِ اللهِ، وَمُسْتَأْسِرِينَ كُلَّ فِكْرٍ إِلَى طَاعَةِ الْمَسِيحِ، 2 كورنثوس ٥:١٠ " " ٣ فَتَفَكَّرُوا فِي الَّذِي احْتَمَلَ مِنَ الْخُطَاةِ مُقَاوَمَةً لِنَفْسِهِ مِثْلَ هذِهِ لِئَلاَّ تَكِلُّوا وَتَخُورُوا فِي نُفُوسِكُمْ. ٤ لَمْ تُقَاوِمُوا بَعْدُ حَتَّى الدَّمِ مُجَاهِدِينَ ضِدَّ الْخَطِيَّةِ، العبرانيين 3:١٢، 4 " لا تفشل، لا تكل، أعد المحاولة بصبر دون يأس، لأنك ستحصل في وقته على التعويض، والبركة، والسلطان، لأن من يضع يده على المحراث، وينظر للخلف، ويتخلى عن محراثه، لا يصلح لملكوت الله "«لَيْسَ أَحَدٌ يَضَعُ يَدَهُ عَلَى الْمِحْرَاثِ وَيَنْظُرُ إِلَى الْوَرَاءِ يَصْلُحُ لِمَلَكُوتِ اللهِ». لوقا ٦٢:٩ " متى أظهر رئيس الرعاة سننال إكليل المجد.
 

اِرسل سؤال

لمشاهدة جميع الحلقات

اضغط هنا