الحرب الروحية | الدرس الثاني | الطبيعة الجديدة
- الحرب الروحية
- Jun 26, 2023
الحرب الروحية
الدرس الثاني
(الحياة الجديدة أو الطبيعة الجديدة)
في درس اليوم سنبدأ من نقطة أنك قبلت الحياة الجديدة. ماذا يعني أنك قبلت الحياة الجديدة؟ الطبيعة الجديدة؟ الطبيعة الجديدة والحياة الجديدة هي حياة المسيح القائم من الأموات. ولماذا أضفت عبارة القائم من الأموات؟ لماذا لم أقل المسيح فقط؟، لأن عبارة القائم من الأموات معناها، أن حياة المسيح دخلت في مواجهة مع الشرير ومع الموت بالصليب، وغلبته. أليس حياة المسيح غالبة من الأساس؟ نعم بالطبع غالبة من الأساس. ولكن الدخول في الامتحان، في التجربة، في المحك، في المواجهة، هو الذي برهن على حياة المسيح الغالبة.
ولكن هنا نقطتي خلل خطيرة. كثيرا ما تحدث مع المؤمن الذي قبل الحياة الجديدة:
النقطة الأولى أنه يُفكر في نفسه ويضع نفسه في وضع غير حقيقي وغير واقعي. واحيانًا يرى في بعض آيات الإنجيل عن الإيمان بالمسيح يسوع والمؤمنين، فيظن أنه نال كل شيء، وأنه حصل على الخلاص كله لأنه اختصر الحياة الجديدة في عبارة من آمن بي، وهذه مشكلة.
النقطة الثانية عندما يتواجه المؤمن مع الواقع يجد أن آيات الإنجيل لا تنطبق عليه. فيتساءل لماذا؟ ألم يقل من آمن بي؟!
الإجابة لا!! ليس هذا ما يعلمنا الإنجيل إياه. فعندما يتواجه المؤمن مع الخطية يجد نفسه غير قادر على مواجهتها، فيتسائل أين الله؟ أين الحياة الجديدة، الطبيعة الجديدة؟
اسمعني جيدا. فأنت حينما تقبل المسيح، تستلم شعلة النار الأساسية. فشعلة النار هذه تستطيع أن تلهب بلد بأكملها. ولكن شعلة النار هذه بعينها يمكنك أن تطفئها. بمعنى آخر أنت تستلم بذرة الشجرة، فأنت الذي تزرعها وتسهر على نموها وتحرسها لتكبر وتبقى شجرة، والشجرة تطرح وتأكل من ثمرها، وإذا لم تفعل هذا فستأكلها الدودة وتنتهي.
الفخ الأول في القصة هو خداع أنى أنا ابن الملك وأصبحت ابنًا لله، وأخذت صك البنوية. نعم أنت ابن، ولكن امتلئ من الوحدة مع الابن الوحيد الذي هو الرب يسوع المسيح. الآب السماوي ليس له غير ابن واحد فقط. "أَنَّ اللهَ قَدْ أَرْسَلَ ابْنَهُ الْوَحِيدَ إِلَى الْعَالَمِ لِكَيْ نَحْيَا بِهِ. 1 يوحنا ٩:٤" إذًا أين بنويتي؟ أنت أصبحت ابنًا بسبب اتحادك بالابن الوحيد. فنحن أبناء بالتبني بسبب وحدتنا مع الابن. "إِذْ سَبَقَ فَعَيَّنَنَا لِلتَّبَنِّي بِيَسُوعَ الْمَسِيحِ لِنَفْسِهِ، حَسَبَ مَسَرَّةِ مَشِيئَتِهِ، أفسس ٥:١" "لِيَفْتَدِيَ الَّذِينَ تَحْتَ النَّامُوسِ، لِنَنَالَ التَّبَنِّيَ أفسس ٥:١" فنحن نصير أبناء بسبب اتحادنا بالابن الوحيد. وعندما ننمو في الاتحاد ينمو حضوره فينا، فنصبح ابناء حقيقيون في يسوع المسيح.
فإذا أخذت بذرة الحياة "بذرة البنوة" "بذرة الاتحاد". جزوة النار الأساسية، ولكن هل الْخَطِيَّةُ السَّاكِنَةُ فِيَّ. مازالت سَّاكِنَةُ فِيَّ؟ إذًا ماذا يفيد أن نقول إننا أخذنا الطبيعة الجديدة، ومازالت الخطية سَّاكِنَةُ فِيَّ؟
نعم أنت أخذت جزوة النار التي ستنظف بها الطبيعة القديمة (العتيق) فبحسب طبيعتك الساقطة أنت غير قادر على أن تخلص من الخطية السَّاكِنَةُ فِيك، ومن ثم فقد أخدت القوة التي تجعلك قادر أن تَخْلُص منها.
إذًا هل عندما أخذت الطبيعة الجديدة أصبح إناؤك مملوءً من زيت الروح القدس؟
لا، بل هناك نقطة واحدة (أساس وبداية الشركة). الحقيقة أننا أخذنا خميرة (عربون الروح القدس)، وهذه هي البداية، تجعل من إناءك يمتلئ كل يوم، وتمتلئ، وتمتلئ....
ولكن لو كل يوم تقوم بتفريغ ما قد حصلت عليه من ملء لن تصل إلى أي ملء يقودك للاتحاد بالابن.
"لاَ تُطْفِئُوا الرُّوحَ. 1 تسالونيكي ١٩:٥"
الفخ الثاني
هو أن تظن في نفسك أنك قامة روحية، ربما بسبب موهبة طبيعية فيك، أو كاريزما، أو بسبب مديح من حولك، ولكن في سريرتك، أنت لم تصل بعد للاتحاد الكامل بشخص المسيح، مازالت الخطية الساكنة موجودة.
هنا يجب أن تعترف وتتوب، يجب أن تقول أنا خاطي، إدراكك للحقيقة والواقع بأنك مازلت في الخطية ولم تصل بعد للاتحاد الكامل بشخص المسيح ليس تواضعًا منك، بل لتنقذ نفسك فلا تجرب من الشيطان،
ولو بقيت خطية واحدة في حياتك، واستمرت في حياتك، سيبقى إبليس يقيدك بها ويُعيِّرك، وكلما تبدأ في الصعود، يأتيك بها ويسقطك، نعم أنت لست تسقط في الخطية بإرادتك، ولكنه ربطك بها وقيدك، وأما إن استمر القيد وضعفت إرادتك وأصبحت تفعل الخطية بإرادتك (أرجو أن تلاحظ كلمة إرادتك) فإبليس من خلال هذا القيد سينجح في أن يجتذبك إلى الجحيم.
ففي كلا الحالتين الأولي التي أنت فيها مقيد، ولكن تقاومه وإرادتك ترفض الخطية وتقاومها، فأنت ستعطي إبليس فرصة ليُذللك، وتضيع منك كل بركة تحصل عليها، وأما الثانية والتي فيها أصبحت تفعل الخطية بإرادتك، فأنت في خطر كبير، لأنه سيجتذبك إلى الجحيم. يجتذبك إلى الجحيم هذا يعني أنك ستبقى في الجحيم، لأن إرادتك قد اختارت إبليس، وتخليت عن القضية. "لَمْ تُقَاوِمُوا بَعْدُ حَتَّى الدَّمِ مُجَاهِدِينَ ضِدَّ الْخَطِيَّةِ، العبرانيين ٤:١٢"
إذًا كيف أحافظ على شعلة الروح القدس مشتعلة، وبذرة الحياة تنموا؟
هذا يعني أن كل ما هو عتيق في طبيعتي. سَيُخْضَعُ. في إرادتي من ردود أفعال من أفكار وخبرات شريرة، وذكرياتي، وانفعالاتي، وتصرفاتي. إنسانيتي. إنسانيتي التي هي مشحونة بموروثات عتيقة من البيئة والمجتمع والآباء، والأصدقاء، وكل الشر المحيط بنا بسهولة. سيتغير بأن يُخضع للحياة الجديدة التي استلمتها.
يجب أن نلاحظ أن استلام الحياة الجديدة، معناه استلام بذرة الحياة الجديدة. وأنني سأنمو في الامتلاء من الحياة الجديدة، والامتلاء من الروح القدس بواسطة الطاعة "١٤ كَأَوْلاَدِ الطَّاعَةِ، لاَ تُشَاكِلُوا شَهَوَاتِكُمُ السَّابِقَةَ فِي جَهَالَتِكُمْ،١٥ بَلْ نَظِيرَ الْقُدُّوسِ الَّذِي دَعَاكُمْ، كُونُوا أَنْتُمْ أَيْضًا قِدِّيسِينَ فِي كُلِّ سِيرَةٍ. 1 بطرس ١٤:١ـ 15"، "وَإِذْ كُمِّلَ صَارَ لِجَمِيعِ الَّذِينَ يُطِيعُونَهُ، سَبَبَ خَلاَصٍ أَبَدِيٍّ، العبرانيين ٩:٥"
خلاصة الحرب الروحية هي الطاعة. لا يوجد واجب مطلوب مني غير الطاعة. فأنا، وأنت ليس في وسعنا غير الطاعة. أما الباقي كله عطية ونعمة. غير مطلوب مني شيئًا أفعله غير أن أطيعه فقط.
الأمر الأخير في درس اليوم هو هذه العبارة "إِذًا إِنْ كَانَ أَحَدٌ فِي الْمَسِيحِ فَهُوَ خَلِيقَةٌ جَدِيدَةٌ: الأَشْيَاءُ الْعَتِيقَةُ قَدْ مَضَتْ، هُوَذَا الْكُلُّ قَدْ صَارَ جَدِيدًا. 2 كورنثوس ١٧:٥" ضع هذه العبارة أمام عينيك، انتبه، أنتبه، وأقول أيضًا انتبه، أن تتصرف بالطبيعة القديمة. أحذرك أن تتصرف بالطبيعة العتيقة مرة أخرى بإرادتك واختيارك. أنا أحذرك، وأحذرك انا بحزرك. من هذه الغلطة.
ولكن لو العكس أنك أخطأت رغمًا عنك ودون إرادتك، ماذا تفعل. لا تخلد للنوم بالجرح والا سيلوث نفسك كلها، هذا يعني لا تخلد للنوم إلا عندما تُخرج الخطية وترد المسلوب. وتصالح أخوك، "فَإِنْ قَدَّمْتَ قُرْبَانَكَ إِلَى الْمَذْبَحِ، وَهُنَاكَ تَذَكَّرْتَ أَنَّ لأَخِيكَ شَيْئًا عَلَيْكَ، فَاتْرُكْ هُنَاكَ قُرْبَانَكَ قُدَّامَ الْمَذْبَحِ، وَاذْهَبْ أَوَّلاً اصْطَلِحْ مَعَ أَخِيكَ، وَحِينَئِذٍ تَعَالَ وَقَدِّمْ قُرْبَانَكَ. متى ٢٣:٥، 24 " إِنْ كَانَ أَحَدٌ فِي الْمَسِيحِ فَهُوَ خَلِيقَةٌ جَدِيدَةٌ. ما دمت أصبحت خَلِيقَةٌ جَدِيدَةٌ لابد أن تحافظ على الخَلِيقَةٌ الجَدِيدَةٌ.
عهد لا ينكسر. ولو سقطت قم في حالاً في وقته. في البداية قلت لك لا تخلد للنوم على اعتبار أنى أتحدث إلى المبتدئين. ولكن للناضجين لابد أن أقول قم في حالاً في وقته، ولا تترك الشرير يمد يده إلى أفكارك، ومشاعرك، ولا قلبك، ولا بيتك، ولا عملك، ولا يعمل في حياتك، ولا تعطوا إبليس مكانًا بينكم.
آمين.