رسالة الراعي الصالح


كيف تتعامل مع زملائك في العمل؟

يهدف هذا المقال إلى تقديم بعض الاستراتيجيّات العمليّة والنصائح الفعّالة حول كيفيّة التعامُل مع تعقيدات العمل مع المديرين وزملاء العمل. سواءً كنت قضيت الكثير من الوقت في مكان العمل بالفعل أو كُنت وافدًا جديدًا يسعى للحصول على إرشادات حول بناء علاقات قويّة، فإنّ هذا المقال من أجلك.

وبينما نكشف أسرار التعاوُن الناجح والفعّال مع الزملاء والمديرين، ستجد نفسك مُجهَّزًا بشكلٍ أفضل للتعامل والتصرّف في مُختلف المواقف حتى تحظى بمناخ إيجابي ومُريح نفسيًا في مكان عملك.

نصائح للتعامل مع زملائك في العمل

استكشف معنا 10 نصائح ذهبية لتحسين تفاعلك مع زملائك في محيط العمل:

  1. بناء علاقات جيدة من البداية
  2. احترم زملائك
  3. لا تطرح مواضيع شائكة
  4. أخبر نفسك أنّ الأمر ليس شخصيًا
  5. كن إيجابيًا
  6. الالتزام بآداب المكتب
  7. تحدّث عمّا يُضايقك
  8. ركِّز على نفسك 
  9. ضع الحدود
  10.  تحدث إلى زميل موثوق به

1. بناء علاقات جيدة من البداية مع زملائك في العمل

 

قد يستغرق بناء روابط قويّة مع زملائك وقتًا، لكنّه يبدأ في أول يوم لك في الوظيفة. ابدأ الأمور بداية جيدة من خلال كونك ودودًا مع كل من تقابله. إذا كنت تجد صعوبةً في إجراء مُحادثة صغيرة، فتذكر أنَّ الابتسامة الدافئة تقطع شوطًا طويلًا.

اطرح الأسئلة واقبل المُساعدة والمشورة بلطف عندما يُقدِّمها الآخرون. إذا تلقَّيت دعوة للانضمام إلى الآخرين لتناول طعام الغداء، فاذهب. سيمنحك ذلك فرصة للتعرُّف على زملائك وإخبارهم أنك مهتم ببناء علاقات معهم.

بالإضافة إلى ذلك، لا تتردَّد في عرض المُساعدة للآخرين عندما يحتاجون إليها، فإظهار المُبادرة والمساعدة منذ البداية يمكن أن يقطع شوطًا طويلًا نحو ترك انطباع أوَّل رائع.

2. احترم زملائك في العمل

ليس من الضروري أن تكون صديقًا لجميع زملائك، ولكن يجب عليك إظهار الاحترام لهم جميعًا. أبسط طريقة للقيام بذلك هي تجنُّب القيام بأشياء مُسيئة. إذا أخبرك أحد زملائك في العمل أنّ سلوكًا معينًا يزعجه، فابذل قصارى جهدك لتجنُّب ذلك إلا إذا كان الطلب غير منطقي بالنسبة لك.

لذلك، إذا لم تكن لديك الرغبة في بناء علاقات مع زملائك أو مشاركتهم تناول الطعام أو فتح بعض المواضيع معهم في وقت الراحة، فعلى الأقل لا تفعل شيئًا يُظهر عدم الاحترام. سيكون هذا كافيًا للحفاظ على بيئة عمل بنّاءة وخالية من التوتُّر.

3. لا تطرح مواضيع شائكة

في بعض الأحيان يُصبح زملاؤك في العمل أصدقاءً مُقرّبين، على الأقل أثناء التواجد في مكان العمل. إنّه لأمر رائعٌ بلا شك أن تشعر بالارتياح التام معهم، ولكن كُن حذرًا من الشعور بالارتياح لدرجة الحديث في بعض الموضوعات المحظورة أو الحسّاسة التي يُمكن أن تسبب الإحراج.

تشمل بعض هذه المواضيع الشائكة - على سبيل المثال - الدين والسياسة، حيث يُمكن أن تثير جدالات قد تؤدي إلى الخلاف والتوتُّر في التعامل فيما بعد. 

4. أخبر نفسك أنّ الأمر ليس شخصيًا

حتّى تجعل علاقتك مع زملائك في العمل احترافيّة وإيجابيّة، تجنَّب أخذ كلماتهم وأفعالهم على محمل شخصي. ذكّر نفسك دومًا بأنَّ وجودكم معًا في مكان العمل هو من أجل أداء مهام مُعيّنة ليس أكثر فالأمور ليست شخصيّة على الإطلاق، وركِّز بدلًا من ذلك على أدائك وسلوكياتك. عندما تتوقف عن القلق بشأن سبب تصرف زميلك بالطريقة التي يتصرف بها، يُمكنك أن تصبح أكثر إنتاجيّة في العمل.

5. كن إيجابيًا

احرص دومًا على الحفاظ على سلوك إيجابي ومُتفائل عند التعامل مع زملاء العمل. قد يكون لطاقتك الإيجابيّة تأثير مفيد عليهم، كما أنّها تجعلك تبدو أكثر احترافيّة. قم بتحيّة زملائك في العمل عندما تراهم، وقل وداعًا عندما تغادر في نهاية يوم العمل. حاول باستمرار تحويل السلبيّات إلى إيجابيات كلما استطعت، وتذكَّر أن سلوك الشخص الوحيد الذي يُمكنك تغييره حقًا هو سلوكك أنت.

حاول أيضًا أن تحيط نفسك بالزملاء الطموحين والمليئين بالطاقة الإيجابيّة، حيث يُمكنهم مساعدتك في شحن طاقتك لتكون إيجابيًا في العمل. 

6. الالتزام بآداب المكتب

هناك مجموعة من الآداب التي يجب الالتزام بها في كل مكانٍ تقريبًا، سواء في البيت أو في العمل أو في الأماكن العامّة وغيرها، والتي من ضمنها آداب المكتب. على سبيل المثال، عند إجراء مكالمات هاتفيّة، سواء كانت مُكالمة شخصيّة على هاتفك المحمول أو مُكالمات متعلِّقة بالعمل، لا تُشتِّت انتباه أي شخص يُحاول العمل بجانبك. اخفض صوتك أو قُم بإجراء هذه المُحادثات على انفراد بعيدًا عنهم.

استخدم آداب السلوك المُناسبة عند الكتابة إلى الزملاء أيضًا، سواء كان ذلك عبر البريد الإلكتروني أو الرسائل الفوريّة. قُل دائمًا "من فضلك" عند تقديم طلب ولا تثير جنون زملائك في العمل عن طريق الضغط على "الرد على الكل" في رسالة بريد إلكتروني جماعية عندما يحتاج المرسل فقط إلى رؤية ردّك.

7. تحدّث عمّا يُضايقك

 

إذا كانت لديك مُشكلة مع أحد زملائك في العمل، فتحدَّث معه حول هذا الموضوع. اطلب منه تناول القهوة أو الذهاب في نزهة على الأقدام أو مُقابلتك على انفراد، ثم اشرح كيف تُؤثِّر كلماته أو أفعاله عليك بطريقةٍ هادئة وودودة بدلاً من إلقاء الاتِّهامات. فقد لا يكون على دراية بتأثيره السلبي عليك، وعلى استعداد تام لتغيير سلوكه من أجلك.

اجعل المُحادثة مُختصرة ومهنيّة، واطلب من زميلك في العمل تقديم تعليقات حول سلوكك وعادات عملك أيضًا. حاول الاتِّفاق معه على الخطوات التي يُمكنكما اتِّخاذها لتحسين الوضع أو العلاقة في المُستقبل. فلا شئ سيؤدي إلى علاقة عمل إيجابيّة أكثر من مُحادثة مُثمرة.

8. ركِّز على نفسك 

ركِّز وقتك وجهدك على نفسك بدلًا من زملائك في العمل وسلوكهم، وصب طاقتك على القيام بأفضل أعمالك وتحقيق أهدافك. عندما تُركِّز على نفسك، يُمكنك أن تكون أكثر إنتاجيّة واحترافيّة وتتجنب التورُّط في أي نوع من أنواع الدراما في مكان العمل.

9. ضع الحدود

أيًا كانت العلاقة مع زملائك في العمل، من المُهم أن ترسم لنفسك حدودًا وتُبلغ بها الجميع. على سبيل المثال، حدِّد بوضوح عدد الساعات التي يُمكنك قضاؤها في مُساعدة زميل على إكمال مشروعٍ ما قبل الموعد النهائي أو الطريقة التي قد ترغب في أن يُعاملك بها زملاؤك. يُمكن أن يساعد وضع هذه الأنواع من الحدود في منعك من الشعور بالإحباط أو الضيق تجاه سلوك زميلك في العمل. إذا حاول أحد زملائك في العمل تجاوز حدودك، فكُن حازمًا ومهذبًا في الحفاظ عليها حتى يحترمك ويحترم وقتك في المُستقبل.

10. تحدث إلى زميل موثوق به

قد يكون من المُفيد أيضًا التحدُّث عن مواقف أو تجارب في مكان العمل مع صديق أو زميل تثق به، فربما كانت لديه تجارب مُماثلة ويُمكنه تقديم نصائح قيمة لمُعالجة الموقِف من خلال تقديم وجهة نظر مُختلفة أو غير مُتحيِّزة. إنّ مُجرَّد التحدُّث عن كيفية التعامل مع زملاء العمل مع شخص آخر يُمكن أن يساعد أيضًا في تقليل التوتر والإحباط الذي تشعر به تجاههم.

 

ختامًا، تذكَّر أنّ الصراعات أو التوتُّرات في مكان العمل هي أمرٌ لا مفر منه، ولكن كيفيّة تعاملنا معها هي ما تُحدد ما إذا كانت حياتنا المهنيّة ستكون إيجابيّة أم مُحبطة. صحيحٌ أنّه لا يوجد منهج واحد صحيح للتعامُل مع زملائك أو مديرك في العمل، ولكن النصائح التي تمت مُناقشتها في هذا المقال تُقدّم دليلًا شاملًا لمُعالجة التوتّرات بشكلٍ بنَّاء، وضمان أن تساهم الاختلافات في الرأي في النمو بدلًا من عرقلته.

وبينما تمضي قدمًا في حياتك المهنيّة، ضع دومًا في اعتبارك أنّ مكان العمل ليس مُجرَّد مساحة للإنجازات الفرديّة، بل هو ساحة تعاونيّة حيث تتلاقى الطاقات ووجهات النظر المُتنوِّعة لتحقيق أهداف مُشتركة.

الأكثر مشاهدة