للشباب.. تعرفوا إلى مهارات التفكير النقدي لحل المشكلات

من منا لم تواجهه مشكلة وأمضى وقتاً طويلاً لإيجاد حلٍ لها، بعد سرد الإيجابيات والسلبيات للحلول المختلفة، ثم بعد ذلك يختار الحل المناسب؟ هنا ببساطة نستطيع أن نقول لك أنك ودون أن تدري استخدمت مهارة التفكير النقدي.

تعتبر مهارة التفكير النقدي من المهارات المهمة على الصعيدين المهني والشخصي والتي يجب أن نتعرف إلى طرق التعامل معها منذ مراحل حياتنا المبكرة والتي يجب أن يأخذها الشباب بعين الاعتبار. فالتفكير النقدي هو مهارة أساسية تساعد على حل المشكلات وبناء استراتيجيات لجعل أداء الأشخاص أفضل في مهامهم وحياتهم.

مهارة التفكير النقدي
 

وفقاً لموقع Indeed، فإن النقد هو لغة لتفحص الشيء والحكم عليه وتمييز الجيد من الرديء، وبالتالي فإن التفكير النقدي يهدف للتوصل للحقيقة بعد نفي الشك عنها عن طريق دراسة الأدلة المنطقية والشواهد المتوفرة، وذلك باستخدام العقلانية لتحديد ما يجب فعله أو قوله. يتم ممارسة التفكير النقدي أو الإيمان بموقف معين. يتسم الأشخاص الذين يمكنهم المشاركة في التفكير النقدي بالتأمل والاستقلالية والكفاءة.

التفكير النقدي هو ببساطة المنطق والتفكير، أي بمعنى آخر القدرة على تحليل المعلومات بشكلٍ موضوعي، ومن ثم إتخاذ قرار منطقي من خلال تقييم مصادر المعلومات المختلفة مثل البيانات والحقائق والظواهر التي يمكن ملاحظتها والتمييز بين التفاصيل المفيدة والأقل فائدة لحل المشكلات أو اتخاذ القرارات دون تحيز أو عاطفة.

الشباب الذين يتمتعون بمهارة التفكير النقدي، هم ببساطة أشخاص يربطون الأفكار بشكلٍ منطقي، ويتفحصو الحجج ويقيمونها، ويجدون التناقضات والأخطاء في عملهم وعمل الآخرين، ويحلو المشكلات المعقدة وينخرطون في التفكير لحلها.

لا يقوم المفكر النقدي بجمع المعلومات جيداً فحسب، بل يعرف أيضاً كيفية استخدام المعلومات لاستنتاج الحقائق وتحديد النتائج. من خلال تصور النتائج، يميل المفكرون النقديون إلى أن يكونوا أفضل في حل المشكلات من الأشخاص الذين يحفظون المعلومات ببساطة.

الفرق بين التفكير النقدي وانتقاد الآخرين بالجدال

صحيح أن مهارة التفكير النقدي تساعد في الكشف عن المغالطات، لكن لابد من توظيف هذه المهارة في المجال التعاوني والعمل كفريق واحد، لا للجدال وإظهار أخطاء الآخرين.

استبدل الجدال بالتفكير الناقد التعاوني، وتذكر دائماً أن لكل مشكلة عدة أوجه وقد تكون أنت في الجانب الآخر للمشكلة، وليس بالضرورة أن تكون على صواب.

يعرف المفكر النقدي الجيد كيفية فصل الحقائق عن الآراء، وكيفية فحص قضية من جميع الجوانب، وكيفية عمل استنتاجات عقلانية، وكيفية حجب الأحكام الشخصية أو التحيزات.

يكون المفكرون النقديون العقلانيون هم أصوات العقل في أوقات الهستيريا الجماعية أو الذعر.

المفكر النقدي يظل هادئاً ويعرف متى يكون على حق. من غير المرجح أن يقع المفكرون الناقدون في الحيل لأنهم يتعاملون مع كل شيء بقدر صحي من الشك. غالباً ما يفترض أولئك الذين يفتقرون إلى مهارات التفكير النقدي أن كل ما يسمعونه صحيح، بغض النظر عن المصدر.

كيفية تحسين مهارات التفكير النقدي

إليك كيفية تحسين مهارات التفكير النقدي باتباع النقاط التالية:

1- تقييم المعلومات الجديدة

الخطوة الأولى للتفكير النقدي هي قبول المعلومات فقط بعد تقييمها. سواء أكان شيئاً يُقرأ أو يُسمع، يسعى المفكرون النقديون للعثور على الحقيقة الموضوعية. عند القيام بذلك، يقوم هؤلاء الأشخاص بالتقييم من خلال النظر في التحديات والحلول المحتملة.
 

2- النظر في المصدر

بعد ذلك، يجب أن التفكير في مصدر المعلومات. يقيم المفكرون الناقدون المصدر من خلال النظر في دوافعهم لتقديم المعلومات.

3- طرح الكثير من الأسئلة

يُعد طرح الأسئلة مهارة مهمة يجب إتقانها إذا كنت تحاول تحسين مهارات التفكير النقدي لديك. عند تقديم المعلومات، عليك أن تقرر الأسئلة التي ستساعدك على تقييمها بشكل أفضل. تتضمن بعض الأمثلة ما يلي:

بأي طرق يمكن حل هذه المشكلة؟

ما هي وجهات النظر الأخرى الموجودة حول هذا الموضوع؟

ما هو البحث الموجود حول هذه القضية؟

4- المتابعة مع البحث

قبل أن تتمكن من تكوين رأيك الخاص باستخدام التفكير النقدي، تحتاج إلى إجراء البحث الخاص بك. بمجرد قيامك بالعصف الذهني لقائمة الأسئلة التي تحتاج إلى إجابات، يمكنك استخدام موارد مثل الإنترنت، لمعرفة ما يمكنك فعله بشأن هذه المشكلة.

إذا قررت البحث على الإنترنت، فابحث عن المعلومات ذات السمعة الطيبة من مصادر مثل المواقع الإخبارية المشتركة والمؤسسات التعليمية والمنظمات غير الربحية. تتمثل الخيارات الأخرى في استخدام موارد مثل الموسوعة أو مراجعة المواد في مكتبتك.

5- تكوين رأي

بالإجابات على الأسئلة الهامة، يمكنك تكوين رأيك. في هذه الخطوة، يمكنك أن تكون واثقاً من أنك تبني رأيك على معلومات منطقية وواقعية لأنك اتبعت خطوات التفكير النقدي.