رسالة الراعي الصالح


التسويق البصري

في أثناء التجول في الشوارع، أو مشاهدة التلفزيون، أو تصفح وسائل التواصل الاجتماعي، نرى مئات الإعلانات لعلامات تجارية وشركات مختلفة. والهدف الرئيسي للمسوقين هو جذب انتباه المستهلكين أو المشترين المحتملين. فتعمل الشركات والمؤسسات على تحسين الحملات والاستراتيجيات التسويقية وتطويرها للوصول إلى نطاق أوسع من المستهلكين بشكل فعال.

تساعد دراسة المستهلكين وسلوكهم على فهم طريقة تفكيرهم ومشاعرهم وردود أفعالهم تجاه طريقة الإعلان عن المنتجات. فبناءً على الدراسات، يتذكر الناس 20٪ مما يقرأون، و80٪ مما يرون، ويُعد 65٪ من الناس متعلمين بصريين؛ حيث يكون مدى تركيزهم قصيرًا جدًّا؛ مما يجعل أي محتوًى مقدم على شكل كتل كبيرة من النصوص أمرًا مملًّا للغاية. حتى في الحضارات القديمة، اعتاد الناس على نقل تاريخهم عن طريق الرسوم على الجدران.

يعتقد علماء النفس أن العناصر المرئية تساعد على تذكر مزيد من التفاصيل والاحتفاظ بها؛ حيث ترتبط بالعواطف في المخ، التي تجتمع لتكوين الذكريات. و90٪ من المعلومات التي تصل إلى المخ بصرية؛ لذلك فأي عرض يصاحبه مساعدات بصرية يكون أكثر إقناعًا بنسبة 43٪. لذلك يعتمد المسوقون على مفهوم التسويق البصري، الذي يربط الرسائل التسويقية بالمرئيات، مثل: الصور والرسومات والشعارات وما إلى غير ذلك.

زاد استخدام مفاهيم التسويق البصري في وسائل التواصل الاجتماعي؛ فتشير الدراسات إلى أن المنشورات التي تحتوي على صور تحصل على نسبة مشاركة أكبر بنسبة 18٪، مقارنة بالمنشورات التي تحتوي على نصوص فقط. والصور ليست العنصر البصري الوحيد المستخدم في التسويق. فيُعد استخدام الرسوم المعلوماتية أداة ممتازة لافتة للنظر تساعد على جذب انتباه المشاهدين؛ حيث إنها مزيج من المعلومات والتصميمات الجرافيكية، بطريقة تنقل المعلومات بوضوح وبشكل مثير للاهتمام. فهي أداة مثالية للمشاركة على وسائل التواصل الاجتماعي؛ إذ بإمكانها أن تزيد من عدد الزيارات ونسبة المشاركة والتفاعل.

والهدف من إنشاء علامة تسويقية مميزة هو بناء علاقة قوية بين المستهلكين والشركة. فقد كشفت الدراسات أن أدمغتنا تفضل العلامات التجارية المميزة. الأمر الذي يجعل الألوان مهمة عند إنشاء هوية للعلامة التجارية. ويقوم الناس بإصدار الأحكام على منتج أو خدمة ما خلال 90 ثانية أو أقل؛ إذ يتأثر نحو 90٪ من هذا الحكم بالألوان التي يرونها. تؤثر الألوان في الطريقة التي يرى بها المستهلكون هوية العلامة التجارية، كما تؤدي دورًا هامًّا في قرارهم بالشراء؛ لذلك فإن الإعلانات الملونة ملفتة أكثر من الإعلانات باللونين الأبيض والأسود.

يجب على المسوقين ومصممي الجرافيك أن يضعوا في اعتبارهم رموز الألوان ومعانيها في أثناء تطوير الإصدارات والمواد الدعائية اللازمة للترويج لشركة أو علامة تجارية؛ للوصول إلى الجمهور المستهدف. من المهم أيضًا الوضع في الاعتبار أن الألوان قد تحمل معاني مختلفة في الثقافات الأخرى إذا كانت ترغب هذه العلامات التجارية في التوسع دوليًّا.

  • الأزرق: تستخدم الشركات المالية ووسائل التواصل الاجتماعي اللون الأزرق لتوصيل الثقة، والقوة، والانفتاح، والاعتمادية، والهدوء، والثقة. فعلى سبيل المثال، يقدم كل من الفيسبوك وتويتر للناس القدرة على إنشاء الأفكار والمعلومات وتبادلها فورًا دون عوائق؛ ويربط موقع لينكد-إن (LinkedIn) بين المحترفين من جميع أنحاء العالم لجعلهم أكثر إنتاجية ونجاحًا.
  • الأحمر: اللون الأحمر شائع بين مطاعم الوجبات السريعة؛ لأنه يحفز الشهية؛ كما أنه يثير كثيرًا من المشاعر، بما في ذلك القوة، والعاطفة، والحماس. إضافة إلى ذلك، فإنه ينشيء إحساسًا بحالة من الإلحاح، لذلك هو فعَّال وقت التخفيضات. يُعد اللون الأحمر من الألوان الملفتة بشكل كبير؛ لذلك فإنه يُستخدم لجذب انتباه المستهلكين إلى الرسائل الرئيسية التي يريد المسوقون توصيلها.
  • الأصفر والبرتقالي: يوصلان الإحساس بالتفاؤل والوضوح والشباب؛ فتبعث العلامات التجارية التي تستخدم هذين اللونين الإحساس بالمرح والودية. كما يحفز اللونان الأصفر والبرتقالي النشاط العقلي، ويولدان طاقة العضلات.
  • البنفسجي: في معظم البلدان، يرتبط اللون البنفسجي بالملكية، والثروة، والترف؛ مما يجعله خيارًا شائعًا في صناعات منتجات الاعتناء بالجمال. ومع ذلك في بعض الثقافات، يمثل اللون البنفسجي الحزن والأسى.
  • الأخضر: يُعد رمزًا للنضارة، والنمو، والسلام، والطبيعة؛ فيُستخدم هذا اللون للترويج لمنتجات أو خدمات صديقة للبيئة.
  • الأسود: يُعد اللون الأسود لونًا قويًّا، وأنيقًا، ووقائيًّا؛ إذ يُستخدم من قبل الشركات التي ترغب في ترويج التطور الكلاسيكي، ويعمل بشكل جيد مع المنتجات باهظة الثمن.
  • الأبيض: يمثل هذا اللون النظافة، والبساطة، والنقاء؛ مما يجعله خيارًا شائعًا للمنتجات الصحية، والخدمات المرتبطة بالأطفال.

بصفتي واحدة من المستهلكين، أنجذب إلى الإعلانات التي تحتوي على الصور والألوان؛ حتى إنني يمكنني أن أعرف العلامة التجارية أو الشركة فقط من خلال الألوان المستخدمة في الإعلان أو الشعار. وفي أثناء التجول في مركز التسوق، أشعر بالسعادة والحماس عندما أرى اللافتات الحمراء على المحلات؛ فهذا يعني أنه وقت التخفيضات!

الأكثر مشاهدة