رسالة الراعي الصالح


10 وظائف مهددة بالزوال خلال 10 سنوات!

في عام 1945 نظّم عمّال المصاعد في نيويورك إضرابًا عن العمل اعتراضًا على الأنظمة الآلية لتشغيل المصاعد بدلًا من تشغيلها يدويًا، خوفًا من أن يفقدوا وظائفهم، وقد أثر إضرابهم في أكثر من مليون مكتب عمل نظرًا لامتلاء نيويورك بناطحات السحاب وبها عشرات الآلاف من الشركات.

كانت المصاعد تعمل بلا مكابح أو أنظمة أمان، وكانت شركات تشغيل المصاعد تستعين بالعمال البشريين لتشغيلها، فضلاً عن عمّال الترحيب والضغط على أزرار الأدوار، حتى استحدث نظام التشغيل الآلي.

رغم الإضرابات والمعضلات الأخلاقية بتفضيل الآلة على البشر لصالح رأس المال وفقدان العاملين وظائفهم وبالتالي تهديد حياتهم وحياة أسرهم، انتصرت الآلة في النهاية، فهي أكثر أمانًا وأقل تكلفة، وتبدد خوف الناس من ركوب مصاعد بلا عمال شيئًا فشيئًا حتى أصبح عمال المصاعد أثرًا بعد عين.

هكذا الحياة لا تتوقف عند نقطة معينة، فهي دائمة الحركة، كما الكون نفسه؛ فمن منا يسمع عن وظيفة منظف المداخن؟ أو عامل تحويلة الهاتف؟ أو مصمم الأفلام النيجاتيف؟ تلك الوظائف التي استمرت لمئات الأعوام وكانت مصدر دخل لملايين الناس.

فلا أحد يستخدم مداخن الفحم الكلاسيكية سوى كديكور، بعدما استحدثت أجهزة التدفئة والتكييف، ولسنا بحاجة لمن يحول لنا المكالمة الهاتفية في عصر الهواتف الذكية، كما أن التصوير الرقمي أغنانا عن عناء تحميض الأفلام النيجاتيف واحتراقها عند التعرض للضوء أو في حال التعامل الخاطئ معها.

من الطبيعي أن تندثر وظائف وتظهر أخرى مع التقدم التقني، وقد بلغ التغير ذروته في سبعينيات القرن الماضي مع ظهور الحوسبة والكمبيوتر والعالم الرقمي الذي حلت فيه الآلة مكان الإنسان في كثير من الوظائف كخطوط الإنتاج، وما لبثت الأمور أن هدأت واستقرت نسبيًا حتى دخلنا في معركة جديدة مع الآلة التي ستفوز على الأرجح، كما يفوز الكمبيوتر منذ سبعينيات القرن الماضي.

والسبب في ذلك هو تقنية الذكاء الاصطناعي Artificial intelligence التي تعمل على تطوير أنظمة آلية وروبوتات تحاكي عمل البشر. تقنيات الذكاء الاصطناعي لم تترك مجالًا إلا وهددته، وفيما يلي نستعرض أكثر الوظائف تهديدًا بالزوال في المستقبل القريب.

1. سائقو سيارات الأجرة
انتهى زمن التلويح باليد لإيقاف سيارات الأجرة في بعض الدول، أو أوشك على الانتهاء في بلدان أخرى، فلا يحتاج الأمر سوى بعض النقرات على الهاتف الذكي في أحد تطبيقات سيارات الأجرة الشهيرة، لتأتيك السيارة في خلال دقائق. وكما أضرب عمال المصاعد عن العمل، نظّم الكثير من سائقي سيارات الأجرة احتجاجات في مختلف أنحاء العالم مثل مصر وكندا اعتراضًا على شركات تشغيل السيارات مثل أوبر، غير أنّ اعتراضاتهم ذهبت سدى، فتطبيقات السيارات تفوز بأرض جديدة كل يوم.

لكن الأمر لم يقف عند هذا الحد؛ فمهنة سائق السيارة هي الأخرى مهددة بالزوال! حيث تمّ استحداث روبوتات تعمل بتقنية الذكاء الاصطناعي وتعلم الآلة Machine learning والتعلم العميق Deep learning لتطوير نظام قيادة السيارة ذاتيًا، وقد نجحت بعض الاختبارات والاستخدامات الأولية التي أجرتها شركة جوجل في كاليفورنيا، ما يهدد وظيفة السائق.

2. حراس الأمن
بدأ تطوير أنظمة حراسة أمنية لتساعد حارس الأمن منذ عشرات السنوات، وقد بلغت تلك الأنظمة من القوة والتقدم ما يؤهلها لشغل وظيفة الحارس كلها. فقد طورت شركات أوروبية وأمريكية نظامًا لتتبع الحركة ومراقبة أي تغيرات في وجود الأشخاص داخل حيز معين.

على سبيل المثال يمكن برمجة النظام على وجود شخصين فقط داخل إحدى الغرف، فإذا ما اكتشف نظام المراقبة، الذي يعمل بالصوت والصورة وبصمات الوجه والعين، دخول شخص غريب أو وجود أكثر من شخصين، فإنه يصدر تنبيهًا إلى غرفة المراقبة. كما أن الولايات المتحدة تعمم استخدام نظام شبيه لمراقبة حدودها الجنوبية، فهل كنت تتوقع أن ينشر الجيش الأمريكي جنديًا لكل 10 أمتار؟!

3. عمال المخازن
بدأت بالفعل كبرى شركات التجزئة في العالم مثل أمازون وعلي بابا استخدام روبوتات لنقل البضائع المخزنة ووضعها في مكانها المخصص، وهذا بالطبع سيقضي على مهام آلاف العمال الذين فقدوا وظائفهم بالفعل لصالح الآلة التي تنفذ عملهم بدقة أعلى وتكلفة أقل ودون كلل أو ملل أو شكوى.

4. عاملو الصرافة
فلنعد بالزمن إلى الوراء إلى السبعينيات حين سمع العالم لأول مرة عن ماكينات الصرافة الآلية وأنها تعدد ملايين العمال. كان ذلك صحيحًا، ففي عام 2015 بلغ عدد ماكينات الصرافة الآلية 3.5 مليون ماكينة على مستوى العالم وفقًا لمؤسسة صناعة ماكينات الصرافة الآلية ATMIA،أي أن أكثر من 3 ملايين شخصًا فقدوا وظائفهم لصالح الآلة.

واليوم بدأت كبرى متاجر التجزئة مثل وول مارت WalMart استخدام ماكينات الصرافة التي تضع فيها مشترياتك ليحدد الجهاز ثمنها ويخرج لك فاتورة بالمبلغ المطلوب دفعه ومن ثم تضع البطاقة البنكية في الماكينة لتسحب المال المطلوب بالضبط. بل إن تلك الماكينات قد تصبح مهجورة الاستخدام قريبًا مع استحداث أنظمة الدفع غير النقدي Cashless.

5. مقدمو النشرات الإخبارية
هل سمعت عن الروبوت صوفيا الذي تناقلت وسائل الإعلام العربية أخباره العام الماضي؟ حسنًا قد يكون فاتك الكثير، فقد استحدث الصين نموذجًا آليًا يحاكي عمل مقدم نشرة الأخبار بالصوت والصورة، بدقة عالية وجودة فائقة تعمل بتقنية CGI وتعني الصورة التي ينتجها الكمبيوتر، وهي كما يبدو لا يمكن التفرقة بينها وبين الإنسان الطبيعي.

6. قارئ العدادات
إذا كنت تشتكي من عدم مجيء قارئ العداد وتراكم فواتير المرافق عليك، فلا تقلق، قريبًا لن تراه نهائيًا! يتم الآن استبدال عدادات تسجل الكهرباء والمياه والغاز بعدادات مسبقة الدفع تعمل ببطاقة إلكترونية. ويستطيع العداد الذكي قراءة المبلغ المشحون في البطاقة وإيداعها في رصيدك بالعداد، والخصم من حسابك بحسب استهلاكك.

بعض العدادات مبرمجة أيضًا بحيث لا تقطع عنك المرفق بانتهاء الرصيد لو كان الوقت عطلة أو ليلًا، ويمكنها أن تنبهك بوميض عند اقتراب نفاد الشحن، وتستطيع أيضًا إقراضك بالمبلغ الذي تبرمجه الشركة، إذا كنت غير قادر على إعادة شحن البطاقة.

7. مدخلو البيانات
قريبًا لن تحتاج إلى كتابة أبحاثك وأوراقك على الكمبيوتر بنفسك أو عن طريق مقدم خدمة، فقد نجحت كثير من الشركات على رأسها شركة أبل وشركة جوجل في استحداث برمجيات قادرة على الإملاء، بحيث يمكنك أن تتكلم وهي تكتب. ولعل أبرز هذه الأنظمة المساعد الشخصي الذكي على أجهزة أبل Siri. بل إنه توجد حاليًا برمجيات قادرة على تحويل الكتابة الورقية إلى نصوص قابلة للتحرير، وتعرف تلك التقنية باسم OCR أو التعرف البصري على الحروف.

8. شركات السياحة
تفقد شركات السياحة سلطتها يومًا بعد يوم لصالح مواقع السفر مثل Trip Advisor. فالمواقع الإلكترونية تقدم معلومات مباشرة طوال اليوم بالإضافة إلى تعليقات المستخدمين وهي من أدق وسائل تقييم خدمات الفنادق والشركات كما أنها توفر مدونات يستطيع المستخدمون تشارك تجاربهم في السفر عليها.

9. خبراء مواقع التواصل الاجتماعي
وظيفة خبير وسائل التواصل الاجتماعي مهددة بالانقراض لسببين: أن الأجيال القادمة تتقنها بالسليقة، وثانيًا أن المواقع نفسها لها دورة حياة تنتهي بانتهاء جيلها مثل موقع ماي سبيس MySpace وغرف دردشة ياهو اللذين انقرضا بعد أن كانا أشهر من نار على علم لأعوام طويلة.

10. مفتشو السلامة
وظيفة مفتش السلامة مهمة لا شك، لكنها مهددة بالانقراض بسبب تطور الآلة وأنظمة الأتمتة التي تنفذ الخطوات بدقة دون وجود الخطأ أوالسهو البشري.

الأكثر مشاهدة