بعد اعتقاله في فرنسا، كل ما تحتاج لمعرفته عن بافيل دوروف ومنصة تيليجرام
- تكنولوجي
- Aug 28, 2024
نقلاً عن مصادر لم تسمها، نشرت قناتا TF1 وBFM التلفزيونيتان الفرنسيتان أن مؤسس ورئيس تطبيق تيليجرام الشهير للمراسلة، الملياردير بافيل دوروف، قد تعرض للاعتقال في مطار بورجيه قرب باريس.
وقالت القناتان أن سبب الاعتقال هو التحقيق مع دوروف حول نقص المشرفين على تيليجرام، بالإضاقة لكون الشرطة الفرنسية قد اعتبرت وضع غياب الرقابة على المنصة كوسيلة سمحت باستمرار النشاط الإجرامي دون رادع على تطبيق المراسلة.
بشكل مثير للاهتمام، قالت روسيا، مسقط رأس دوروف وموطنه الأصلي، والتي حاولت في الماضي حظر تليجرام، إنها تتخذ خطوات «لتوضيح» وضع الملياردير المسجون. والآن يبقى دوروف في قبضة الشرطة ريثما تتبين المزيد من المعلومات.
ماذا نعرف عن دوروف وتيليجرام؟
- ولد بافيل دوروف في مدينة سان بطرسبرج الروسية (لينينجراد، في الاتحاد السوفييتي حينها) في أكتوبر من عام 1984، مما يعني أنه يبلغ من العمر 39 عاماً.
- بينما كان طالباً في جامعة سان بطرسبرج، أسس دوروف منتدى إنترنت واسع الشعبية تحت اسم SPBGU.ru، وبعد أن اكتشف وجود موقع فيس بوك، سارع مع مجموعة من رفاقه لإنشاء نسخة روسية من الموقع. ونتج عن المشروع في عام 2006 موقع VK، والذي بات يعرف منذ حينها بكونه «فيس بوك الروسي».
- عبر السنوات نمى موقع VK ليصبح منصة التواصل الاجتماعي الأهم في روسيا، وهو ما قاد لتقاطع طريق دوروف مع السلطات الروسية التي طلبت منه حظر المحتوى المعارض لها عن المنصة، وبالأخص في عام 2011 عندما حاولت الشرطة اعتقاله.
- في عام 2012، ومع تزايد الضغوط خارج وداخل شركته ضده، قام دوروف ببيع حصته البالغة حوالي 12% في VK، لكنه استمر بقيادة المنصة للعامين التاليين. لكن وبحلول عام 2014، رفض دوروف بشكل علني مطالب الحكومة الروسية بالوصول إلى البيانات الشخصية لمستخدمي VK في أوكرانيا، مما تسبب بطرده من طرف مجلس إدارة VK التي باتت «تحت تحكم حلفاء بوتين» وفق وصف دوروف.
- غادر دوروف روسيا بعد خسارته لرئاسة شركة VK، وبعدما استثمر ربع مليون دولار فيها، حصل على جنسية دولة «سانت كيتس ونيفيس، وهي دولة صغيرة مكونة من جزيرتين في البحر الكاريبي، وتعرف بسهولة الحصول على جنسيتها وجواز سفرها مقابل الاستثمار.
- في عام 2013، وبالشراكة مع شقيقه نيكولاي، أسس بافيل دوروف منصة تيليجرام «لتكون منصة مراسلة خاصة ومشفرة»، وخلال شهرين فقط من إطلاقها، قالت المنصة أنها باتت تمتلك أكثر من 100 ألف مستخدم فعال. فيما تقول الأرقام الأحدث أن المنصة قريبة من تحقيق مليار مستخدم فعال مع نهاية عام 2024 الجاري.
- في البداية، كان مقر منصة تيليجرام في العاصمة الألمانية، برلين، لكن المقر تنقل عدة مرات إلى مدن مثل لندن، وسنغافورة، وسان فرانسيسكو.
- في عام 2017، انتقل دوروف إلى مدينة دبي الإماراتية، كما نقل عمليات منصة تيليجرام إلى هناك. وبينما أن الشركة مسجلة كشركة ذات مسؤولية محدودة في الإمارة، بالإضافة لتسجيلها كشركة في الجزر العذراء البريطانية، فمن غير المعروف أين هو مقر الشركة ومكاتبها حقاً.
- عبر السنوات، تزايد انتشار منصة تيلجيرام حول العالم، لكن نجاحها الأكبر كان في روسيا، وأوكرانيا، وجمهوريات الاتحاد السوفيتي السابق بالأخص. لذا ومع استمرار الخلاف بين السلطات الروسية ودوروف، قامت روسيا بمحاولة حظر تيليجرام في عام 2018 وسط احتجاجات شعبية واعتراضات من منظمات عالمية معنية بالحريات.
- كانت محاولة الحظر الروسي للمنصة اسمية إلى حد بعيد، ومع الوقت باتت المنصة مستخدمة على نطاق واسع من قبل الجهات والشخصيات الحكومية الروسية. واليوم، عادة ما توصف المنصة بكونها «ساحة معركة افتراضية»، إذ تستخدم لنقل أخبار الحرب الروسية على أوكرانيا، وتنشر جهات رسمية من موسكو وكييف عليها بشكل دوري.
- في عام 2021، قالت تيليجرام أن لديها أكثر من نصف مليار مستخدم فعال حول العالم. وفي نفس العام، حصل دوروف على الجنسية الفرنسية، بالإضافة لتقارير تقول إنه حصل على الجنسية الإماراتية كذلك.
- بينما حصل تيليجرام على دعم المنظمات الحقوقية في عام 2018، فقد تعرض لعدد متزايد من الانتقادات حول أنواع المحتوى المسيء المنتشر عبره. حيث تمتلك المنصة قيوداً مخففة للغاية وعدداً صغيراً جداً من الموظفين، وبالنتيجة ينتشر عبر المنصة «قنوات» عديدة تنشر المحتوى غير الشرعي الذي يتراوح من الأفلام والمسلسلات المقرصنة، وحتى المحتوى الذي يتضمن استغلال الأطفال والقاصرين والإتجار بالبشر.
- في مقابلة أجراها في أبريل الماضي مع الصحفي الأميركي تاكر كارلسون، أجاب دوروف عن سبب خروجه من روسيا وتنقل شركته من مدينة لأخرى: «أفضل أن أكون حراً على أن أتلقى أوامر من أي شخص.»
- في نفس المقابلة، كشف دوروف أن منصته تمتلك 30 مهندساً فقط، مقابل اقترابها من عتبة مليار مستخدم فعال، والتي يتوقع أن تحققها مع نهاية العام. وتحدث دوروف عن اهتمام منصته بأن تكون حيادية وغير موجهة ومتاحة لمختلف الأشخاص والآراء. لكن وبالمقابل، أعاد موقف دوروف المقاوم لإدارة المحتوى تسليط الضوء على الانتقادات التي تضمنت أموراً تتراوح من انتشار الأخبار الكاذبة والمضللة عبر المنصة، وحتى الاستخدامات المتعددة لها في مجالات إجرامية أو غير شرعية.
- في شهر مايو الأخير، قالت هيئات تنظيم التكنولوجيا في الاتحاد الأوروبي إنها على اتصال مع تيليجرام، وأن الطرفين يقتربان من تحديد معيار استخدام رئيسي مشترك يمكن أن يجعل المنصة خاضعة للمتطلبات الأكثر صرامة لتشريعات المحتوى الرقمي التي أقرها الاتحاد الأوروبي مؤخراً.
- تبلغ ثروة دوروف المقدرة حوالي 15.5 مليار دولار أمريكي، وعبر السنوات كان يعتمد على هذه الثروة لتمويل تيليجرام وضمان استمراريته. وحتى اللحظة، يعرف عن تيليجرام كونه غير رابح أبداً، إذ أنه لا يتضمن الإعلانات، ولم يقدم الاشتراكات المدفوعة حتى فترة قريبة، وبينما تولد الاشتراكات بعض العائدات للمنصة، فهي غير كافية لتعويض التكاليف الهائلة للخوادم والبنى التحتية اللازمة لتشغيل منصة بهذا الحجم.
- يذكر أنه وعلى الرغم من استخدام العديد من العناوين لتعبير «منصة تيليجرام المشفرة»، فهذا التعبير مضلل إلى حد بعيد. حيث تتيح المنصة التشفير المعتاد لتبادل البيانات مع الخوادم، كما أن مراسلات المحادثات السرية فيها تكون مشفرة بين الطرفين. لكن وبالمقابل، تفتقر المنصة للتشفير بين الطرفين للمحادثات العادية أو لمحادثات المجموعات، فيما أن هذه الميزات موجودة في منصات، مثل واتساب، قلما توصف بأنها مشفرة.
- في منشور تم توزيعه، دافعت تيليجرام عن نفسها بالقول:
- تتقيد تيليجرام بقواعد الاتحاد الأوروبي، بما يتضمن قانون الخدمات الرقمية، كما أن إشرافها يتوافق مع معايير الصناعة ويتحسن باستمرار.
- ليس لدى رئيس تيليجرام، بافيل دوروف، أي شيء يخفيه، كما أنه يسافر بشكل دوري إلى أوروبا.
- من الغريب ادعاء أن المنصة أو مالكها مسؤولة عن إساءة استخدامها.
- يستخدم قرابة مليار شخص تيليجرام كوسيلة للتواصل وكمصدر للمعلومات الأساسية.
- نحن بانتظار حل سريع لهذه الحالة.