رسالة الراعي الصالح


أفضل سكر

السكر:

تُعدّ السكريات من أهم المواد الغذائية الأساسيّة التي تزّود الجسم بالطاقة الضرورية له، وفي التغذية يُشار للسكر على أنّه الكربوهيدرات البسيطة، مثل الجلوكوز والجالاكتوز والفركتوز، وهي التي تتكوّن من وحدة واحدة أو وحدتين أساسيتين من الكربوهيدرات، وعادةً ما يُستخدم وصف السكر من قِبَل المستهلكين لوصف أيّ نوع من الكربوهيدرات البسيطة ذات المذاق الحلو، لكن في الواقع لا تمتلك كلّ أنواع السكريّات مذاقًا حلوًا، وتوجد العديد من الأنواع المختلفة من السكريات التي تُستَخدَم لصناعة الخبز والمشروبات مثل السكر الأبيض والسكر البني والسكر الخام.

إذا نظرنا لقائمة المكونات الخاصة بهذه الأنواع من السكريّات، نجد أنّها تشترك في أغلب مكوناتها، فبالرغم من التنوّع الكبير في المواد السكريّة، إلا أنّها متشابهة للغاية من الناحية الغذائية، وتحتوي غالبًا على المواد الأساسية وهي الفركتوز والسكروز والجلوكوز، التي تُعدّ الأشكال الأساسية للسكر، ويوجد فرق طفيف في التركيب الكيميائي بين الجلوكوز والفركتوز، أمّا السكروز فهو سكر مكون من فركتوز واحد وجلوكوز واحد، ومن أهم العوامل التي تميز بين السكريات هي مصادرها، إذ يوجد السكر المستخرج من الفواكه وقصب السكر والرحيق وجوز الهند والنخيل، كما يؤثّر المصدر ومستويات المعالجة التي تعرّض لها السكر على النّكهة النهائيّة للسكر.

أفضل أنواع السكر:

تحدّثت العديد من الأبحاث والدراسات عن الآثار الضارة للسكر على صحة الإنسان، خاصةً السكر الأبيض، بالإضافة لشراب الذرة عالي الفركتوز، وبما أنّ الإنسان لا يمكنه الاستغناء عن السكر في أي حال من الأحوال، توجب استخدام سكريات أخرى أقل تأثيرًا على الصحة بدلًا من هذه الأنواع، ونذكر فيما يأتي بعض معايير اختيار أفضل أنواع السكر وأمثلة عليها:

  • الحلاوة ومحتوى السكر:

توجد العديد من السكريات العالية في الفركتوز مثل شراب الصبَارة والعسل، وبما أنّ الفركتوز أحلى من السكروز والجلوكوز، بالتالي يؤدّي استعماله لكمية أقل من المادة للوصول إلى مستوى مماثل من الحلاوة من السكر الأبيض، كما يحتوي القطر والعسل على نسب عالية من الماء، وبالتالي يعني هذا أنّ محتوى السكر في نفس الكتلة من العسل أقل من محتوى السكر لنفس الكتلة من السكر الأبيض، كما يمتلك العسل قدرةً كبيرةً على قتل الجراثيم، وذلك بسبب احتوائه على الكثير من المركبات الطبيعية المضادة للميكروبات.

  • القدرة المضادة للأكسدة:

تمرّ السكريات بمستويات مختلفة من المعالجة والتكرير، وتميل السكريات المعرّضة لأقلّ قدر من المعالجة والتكرير لاحتوائها على نسب عالية من المركبات والمعادن التي تعطي النبات لونه، ووجدت الأبحاث أنّ هذه المركبات تؤدي لزيادة قدرة المواد المضادة للأكسدة، وبالتالي المساهمة في التقليل من تلف الخلايا في جسم الإنسان، والتي تُسبب العديد من الأمراض المزمنة على المدى الطويل، ومن أشهر السكريات ذات اللون شراب القيقب.

أنواع السكر

توجد العديد من أنواع السكر، منها ما هو صناعي ومنها الطبيعي الذي يُعدّ أقل ضررًا على صحة الإنسان، ونذكر فيما يأتي بعض أشهر أنواع السكريات المتعارف عليها:

  • السكر الأبيض:

يُعرَف السكر الأبيض أيضًا بسكر المائدة، وهو المنتج النهائي لعملية معالجة وتكرير نبات البنجر السكّري أو قصب السكر، وخلال العملية تُزال الرطوبة والمركبات والمعادن التي تمنح السكريات لونها، وبهذا يتشكل السكر الأبيض المكرر، وهو السكر الأكثر استهلاكًا على مستوى العالم، وينتج من عملية التكرير منتج ثانوي يحتوي على المركبات والمعادن المزالة أثناء معالجة السكر يُعرف باسم دبس السكر.

  • السكر الخام:

يتكون السكر الخام نتيجة تجاوز العملية النهائية للتكرير، ويُصنع إلى جانب بلورات سكر القهوة من عصير القصب، ويتميز بلونه الذهبي، ومن الناحية الغذائية يُعدّ السكر الخام مماثلًا للسكر الأبيض، إذّ إنّه مكون بنسبة 99% من السكروز، كما يحتوي على القليل من المعادن إلا أنّ ذلك لا يمنحه ميزةً صحيةً كبيرةً عن سكر المائدة. السكر البني: يُعدّ السكر الأبيض الأساس المكوّن للسكر البني لكن مع إضافة كميات متفاوتة من دبس السكر، وهذا ما يُكسبه لونه البنّي المميّز، إذ يُعدّ الدبس وهو من المنتجات الثانوية لتحلل السكر كما ذكرنا سابقًا، بالإضافة إلى أن السكر البني والسكر الخام ذوي المصادر الطبيعية من أكثر السكريات المحتوية على أعلى نسب من المركبات الخاصة التي تُوفِّر اللون للمادة.

  • العسل:

يُعرَف العسل بأنّه الرحيق الغني بالسكر، الذي يجمعه النحل من مختلف أنواع أزهار النباتات، كما أنّ سكر الفركتوز هو السكر الأساسي الموجود في العسل، يليه الجلوكوز ثمّ السكروز، ويُشار إلى أن مذاق العسل الذي يُعدّ شديد الحلاوة يرجع لمحتواه المرتفع من الفركتوز، إذ من المعروف أنّ الفركتوز أحلى من السكروز أو الجلوكوز، بينما يُشكّل الماء ما يقارب 17% من التركيب الغذائي للعسل فقط.

  • القطر أو الشّيرة:

ينتج شراب القيقب من مجموعة كبيرة من مصادر النباتات وأغلبها الفواكه، ومن أشهر النباتات المستخرج منها العنب والذرة والصبَارة والقيقب وشراب الرمان، ونظرًا لأنّ نبات الذرة والصبَارة هي مواد تحتوي على الكربوهيدرات المُعقّدة، فهي تُحطّم في البداية لسكر أثناء تكرير ومعالجة الأغذية، ثمّ يركّز هذا السكر ويتحوّل للقطر، وبعد المعالجة غالبًا ما يكون شراب الذرة أكثر حلاوةً من شراب الصبَارة، وذلك لاحتوائه على نسب أعلى من الفركتوز.

  • سكر الفاكهة:

يُمكن أن يُصنَع سكر الفاكهة من تجفيف وطحن الفاكهة وأشهرها التمور، وعلى عكس السكريات الأخرى يحتوي منتج سكر الفاكهة على المواد والعناصر الغذائية الموجودة في الفاكهة، مثل المعادن والألياف، لكنّه أقل من ناحية المحتوى المائي مقارنةً بالفواكه الطازجة.

أضرار السكر

يُعدّ استهلاك أنواع السكر بكميات عالية من أهم الأسباب الرئيسية للعديد من الأمراض المزمنة، ونذكر منها ما يأتي:

  • الزيادة في الوزن:

يُعدّ السكر من أهم الأسباب الرئيسية لارتفاع معدلات مرض السمنة حول العالم، إذّ إنّ تناول السكر يزيد من الشعور بالجوع والرغبة بتناول الأطعمة، كما أنّ الإفراط بتناول السكر يؤدي لمقاومة هرمون اللبتين، الذي يبعث إشاراتٍ للدماغ ليتوقف عن تناول الطعام.

  • أمراض القلب:

إذ إنّ تناول الوجبات الغذائية المليئة بالسكر يؤدّي لارتفاع نسبة الالتهابات في الجسم، بالإضافة إلى سكر الدم، وضغط الدم، التي تُعدّ جميعها عوامل للإصابة بأمراض القلب.

  • الإصابة بالسكري:

فقد يؤدي اتباع نظام غذائي مرتفع السكريات لمدة طويلة لمعاناة الشخص من مقاومة الإنسولين، بالإضافة إلى السمنة، ويُعدّ كلاهما من أخطر عوامل الإصابة بمرض السكري.

الأكثر مشاهدة