انخفاض عدد ساعات النوم يرفع من أخطار أمراض القلب
- ثقافة
- Jun 27, 2025

دراسة جديدة تبين كيف يمكن لنقص النوم أن يؤثر بصورة مباشر في صحة الإنسان
كثيرًا ما كان معروفًا أن قلة النوم تؤثر سلبًا في صحة القلب، لكن العلماء بدأوا حديثًا في فهم الأسباب الدقيقة التي تقف وراء هذا التأثير.
وفي هذا السياق، أظهرت دراسة جديدة أجريت في جامعة أوبسالا بالسويد أن النوم لمدة تقارب أربع ساعات فقط خلال ثلاث ليال متتالية يؤدي إلى تغيرات في الدم ترتبط بزيادة خطر الإصابة بأمراض القلب.
ورصد الباحثون مستويات البروتينات الالتهابية في الدم، وهي مواد ينتجها الجسم كرد فعل للإجهاد أو العدوى، وإذا استمرت هذه البروتينات مرتفعة لفترة طويلة، فإنها قد تتسبب في تلف الأوعية الدموية، مما يزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب مثل فشل القلب وتصلب الشرايين واضطرابات ضربات القلب مثل الرجفان الأذيني.
وشارك في الدراسة 16 شابًا يتمتعون بصحة جيدة، قضوا أيامًا عدة في مختبر خضع خلاله نظامهم الغذائي ونشاطهم اليومي، وحتى تعرضهم للضوء لرقابة دقيقة.
واتبع المشاركون نمطين مختلفين من النوم: ثلاث ليال بنوم طبيعي يستمر نحو 8.5 ساعة، وثلاث ليال بنوم محدود لا يتجاوز أربع ساعات ونصف ساعة. وبعد كل فترة نوم، خضعوا لتمرين ركوب دراجة مكثف قصير، وأخذت عينات دم منهم قبل التمرين وبعده.
وبتحليل نحو 90 نوعًا من البروتينات في عينات الدم، لاحظ الباحثون أن نقص النوم يزيد بصورة ملاحظة من مؤشرات الالتهاب المرتبطة بأمراض القلب. وعلى رغم أن التمارين الرياضية عادة ما تحفز إنتاج بروتينات مفيدة مثل "الإنترلوكين-6" interleukin-6 و"عامل التغذية العصبية المستمد من الدماغ" Brain Derived Neurotrophic Factor (BDNF) التي تعزز صحة القلب والدماغ، إلا أن هذه الاستجابة كانت أقل تأثيرًا بعد فترات النوم المحدودة.
حتى الشباب
ومن اللافت أن هذه التغيرات ظهرت حتى بين الشباب الأصحاء، وبعد ليال عدة قليلة من النوم السيئ. وهذا الأمر يثير القلق، خصوصًا مع انتشار مشكلات النوم بين البالغين، إذ يعاني كثيرون اضطرابات نوم متكررة، ويعمل نحو ربعهم بنظام الورديات الذي يؤثر سلبًا في نمط نومهم الطبيعي.
كما كشفت الدراسة عن أن توقيت سحب عينات الدم يلعب دورًا مهمًا في النتائج، إذ اختلفت مستويات البروتين بين الصباح والمساء، وكانت الفروق أكثر وضوحًا عند الحرمان من النوم، وهذا يشير إلى أن النوم لا يؤثر فقط في مكونات الدم، بل أيضًا في الوقت الذي تظهر فيه هذه التغيرات بوضوح.
ومع كل هذه الحقائق، يذكرنا نمط الحياة الحديث الذي يدفعنا أحيانًا للتضحية بالنوم من أجل العمل أو التواصل الاجتماعي أو استخدام الشاشات، بأن أجسامنا تستجيب لهذه التضحيات بصمت وبطرق كيماوية دقيقة لا مساومة فيها.