تقنية جديدة تُغني سكان الريف المصري عن أسطوانات البوتاجاز مدى الحياة!
- ثقافة
- Feb 27, 2025

تكلفة تنفيذها تصل 50 ألف جنيه
ازداد الاهتمام في مصر بوحدات إنتاج الغاز الحيوي المنزلي كحل اقتصادي ومستدام للأسر والمزارعين، حيث تعتمد الفكرة على وحدة حيوية تعالج مخلفات الماشية لإنتاج غاز الميثان، ما يوفر مصدرًا نظيفًا للطاقة، إلى جانب إنتاج سماد عضوي عالي الجودة يقلل الاعتماد على الأسمدة الكيماوية.
وقدرت مصادر لـ"العربية Business" تكلفة إنشاء وحدة إنتاج الغاز الحيوي المنزلي تتراوح بين 40 و 50 ألف جنيه بطاقة إنتاجية تتراوح بين 2 إلى 3 أمتار متر مكعب غاز يوميا، أي ما يعادل 60 مترًا مكعبًا شهريًا، وهو ما يكفي لتوفير ما يعادل أسطوانتين من غاز البوتاجاز.
وتساهم في إنتاج سماد عضوي يكفي لمساحة تتراوح بين 1.5 إلى 2 فدان، مما يقلل الاعتماد على الأسمدة الكيمياوية بنحو 30%، وفقًا لنوع التربة والمحصول.
أوضحت المصادر، أن وحدة إنتاج غاز الميثان تتطلب وجود بقرتين أو 3 أبقار، حيث تنتج كل منهما ما بين 45 إلى 50 كجم من الروث يوميًا، ويتم خلطه بكمية مماثلة من المياه، ثم يُقلب المزيج في مبنى مخصص، وبعدها يبدأ إنتاج الغاز.
صيانة الوحدات
ولا تحتاج الوحدة المستخدمة في إنتاج الغاز الحيوي إلى صيانة دورية، وإنما تتطلب فقط بعض الإجراءات البسيطة وغير المكلفة، والتي يمكن لصاحب الوحدة تنفيذها بنفسه وفق المصادر.
وتعتمد وحدة إنتاج الغاز الحيوي الصغيرة على ثلاثة رؤوس ماشية في المنزل، حيث يتم توصيل الغاز عبر أنبوب مباشر لا يبعد أكثر من 35 مترًا عن المطبخ، و توفر الوحدة ما يعادل أنبوبتين بوتاجاز شهريًا، وهو ما يكفي احتياجات أسرة مكونة من خمسة أفراد، مع إمكانية استخدامها في تشغيل أفران الخبز التي تستهلك كميات كبيرة من الوقود.
قالت المصادر، أن فترة استرداد تكلفة تنفيذ وحدات إنتاج الغاز الحيوي المنزلي الصغيرة تصل إلى 4 سنوات، وتوجد منح وقروض ميسرة، حيث يمكن للمواطنين التقديم عبر الجمعيات الزراعية للحصول على هذه القروض، ما يجعل المشروع فرصة لتقليل التكاليف والاستفادة من الطاقة النظيفة.
أضافت أن الشخص الذي يرغب في إنشاء وحدة إنتاج غاز حيوي يتقدم بطلب للجمعية الزراعية أو التعاونية التابع لها والتي بدورها تقوم بالتواصل مع مؤسسة الطاقة الحيوية غير الربحية والتي ترأس مجلس أمنائها وزيرة البيئة لإنشاء الوحدة وتوفير منحة وقرض ميسر للتنفيذ.
دراسات جدوى ومنح لدعم المشروعات
وقال مدير مؤسسة الطاقة الحيوية التابعة لوزارة البيئة المصرية، وائل رضوان، إن المؤسسة تعد دراسة جدوى المشروعات وتتولى جميع المهام التصميمية والتنفيذية للوحدة وكذلك تقدم منحة تمثل 40% من تكلفة المشروع والنسبة المتبقية يسددها المستفيد من خلال قرض ميسر من جهاز المشروعات الصغيرة والمتوسطة.
وذكر أن المنح التي يتم تقديمها إلى مشروعات إنشاء وحدات غاز حيوي منزلي تعتمد على أموال من الشركات الخاصة في إطار مسؤوليتها المجتمعية وجهودها لتقليص انبعاثات الكرون والحفاظ على البيئة.
في العام الماضي تم جمع 5 ملايين جنيه عبر بروتوكولات تعاون مع شركات ومؤسسات خاصة، ومن المستهدف جذب المزيد من المساهمات خاصة من شركات البترول، بحسب المصادر.
ويبلغ عدد وحدات إنتاج الغاز الحيوي المنزلية التي نفذتها مؤسسة الطاقة الحيوية أكثر من 1921وحدة بنهاية شهر يناير الماضي وتتوزع في 19 محافظة بمصر، مما أسهم في إنتاج 2.152 مليون متر مكعب من الغاز سنويًا، أي ما يعادل 86 ألف أنبوبة أسطوانة" بوتاجاز.
كما ساعدت هذه الوحدات في معالجة 53.8 ألف طن من المخلفات الحيوانية، وإنتاج نحو 50 ألف طن من السماد العضوي، الذي يغطي مساحة تزيد عن 6 آلاف فدان.
وكان رئيس الوزراء المصري مصطفى مدبولي قد أعلن في وقت سابق أن تكلفة أنبوبة البوتاجاز تبلغ 380 جنيها وتباع حاليا بقيمة 150 جنيها، والفرق في التكلفة تتحملة الدولة كدعم للمواطن، مؤكدا أن مصر تستهلك 280 مليون أنبوبة بوتاجاز سنويا وتبلغ قيمة الدعم لها أكثر من 60 مليار جنيه.
أشارت المصادر إلى أن عددا من المشروعات التي يتم تنفيذها بمبادرة حياة كريمة لتطوير القرى والنجوع وتعتمد في مكوناتها على وحدة لإنتاج الغاز الحيوي المنزلي وأيضا وحدة لإنتاج الطاقة الشمسية مما يقلل فواتير استهلاك الكهرباء والغاز بأكثر من 60%.
شركات التنفيذ
وقال رئيس شركة إمباور لإنتاج الطاقة من المخلفات،حاتم الجمل، إن وحدات الغاز الحيوي المنزلية تُعد بديلًا فعالًا لتوفير الطاقة وتقليل البصمة الكربونية، خاصة مع الزيادات المتوقعة في أسعار أنابيب الغاز.
وأوضح أن وحدة بحجم 8 أمتار مكعبة، والتي تعتمد على مخلفات 4 بقرات تنتج يوميًا من 45 إلى 50 كجم من الروث، يمكنها توفير أسطوانتين من غاز البوتاجاز شهريًا، مع استرداد التكلفة خلال سنة ونصف من الغاز المنتج والسماد العضوي.
وأضاف الجمل أن تكلفة الوحدة تصل إلى 300 دولار، وتحتاج إلى مساحة 10×10 أمتار، وتنفذ باستخدام الطوب الأحمر من الخارج، مع طبقة داخلية من البلاستيك لمنع تسرب الغاز، حيث أن الطوب الأحمر وحده يقلل من كفاءة الإنتاج.
وكشف أن الشركة نفذت حتى الآن 5 مشروعات في مجال الغاز الحيوي في محافظات القليوبية، كفر الشيخ، والبحيرة.
وأكد الجمل أن الوحدات الصغيرة حتى 3 أمتار مكعبة غاز يوميا، لم تثبت جدواها الاقتصادية، حيث أن تصميمها يؤدي إلى فقدان الغاز، فضلًا عن أن استخدام المطهرات أثناء تنظيف المزارع يؤدي إلى قتل البكتيريا المسؤولة عن تحلل المخلفات العضوية وإنتاج الغاز، مما يعطل عمل الوحدة.
وأوضح أن قيام الفلاحات عند تنظيف الحظائر بالمطهرات ثم التخلص من المخلفات داخل وحدات الغاز الحيوي، يتسبب ذلك في تدمير البكتيريا النافعة التي تحتاجها الوحدة لإنتاج الغاز بكفاءة، مما يؤدي إلى ضعف الإنتاج أو توقفه تمامًا.
وأشار إلى أن إمباور تتفاوض حاليا على مشروع بالتعاون مع مجموعة شركات لإنشاء محطات بايوغاز صغيرة لدعم قطاع الألبان وتقليل البصمة الكربونية، مؤكدًا أن المفاوضات جارية لتنفيذ 100 وحدة صغيرة بتمويل من الاتحاد الأوروبي في محافظتي بني سويف والدقهلية.
حلول مستدامة لتوفير الطاقة
قال وائل يحيى، عضو نقابة المخترعين ومبادرة "شجرها"، إن وحدة إنتاج الغاز الحيوي المنزلية تُعد حلاً عمليًا ومستدامًا لتوفير الطاقة، حيث تعتمد على معالجة مخلفات المواشي لإنتاج الغاز.
وأوضح أن الوحدة تتطلب مساحة 3×3 متر بارتفاع 1.5 متر، مع وجود ثلاثة رؤوس ماشية على الأقل، وتستغرق عملية بنائها ثلاثة أيام، بينما تحتاج لشهر قبل التشغيل الكامل.
وأضاف يحيى أن التكلفة الإجمالية للوحدة تصل إلى 20 ألف جنيه، لكنها لا تحتاج إلى صيانة، مشيرًا إلى أنه تم تنفيذ 10 وحدات بالفعل في أسيوط، السادات، المنوفية، السويس، والإسكندرية، بتمويل من وزارة البيئة والوكالة الألمانية للتعاون الدولي (GIZ). وأكد أن الوحدة تساعد في تقليل استهلاك الغاز المنزلي، حيث توفر ما يعادل أنبوبة ونصف شهريًا، مما يجعلها خيارًا اقتصاديًا وصديقًا للبيئة.
ومن جانبه قال مدير مشروعات الطاقة النظيفة بشركة تربل إم،عباس راضي، إن الشركة نفذت وحدات إنتاج الغاز الحيوي، وتلقت طلبات عديدة لتركيب منظومة متكاملة للطاقة النظيفة تضم وحدة إنتاج غاز حيوي صغيرة ومحطة طاقة شمسية صغيرة بحيث يتم توفير الغاز والكهرباء التي يحتاجها منزل بالريف.