رسالة الراعي الصالح


كيف تشجع طفلك على الحديث عن يومه الدراسي؟

غالبا ما يكون من الصعب الحصول على إجابات واضحة من الأطفال عند سؤالهم عن يومهم الدراسي، فكثيرا ما يردون بقولهم: "لا شيء" أو "لا أتذكر"، وأحيانا يكتفون بكلمة مثل "جيد". وهذا يجعل من الضروري أن نبحث عن طرق فعالة للتواصل معهم لاكتشاف ما مروا به خلال يومهم، بهدف تقديم الدعم المناسب وحمايتهم من أي مشكلات قد تواجههم في البيئة المدرسية.

أهمية التواصل

ينصح الخبراء بألا تتوقف عن المحاولة إذا بدا الطفل غير مرحب بالسؤال، فإن التواصل حتى لو كان ذلك عبر حديث قصير متكرر أفضل من حديث طويل على فترات متباعدة، ويؤكد الخبراء أهمية هذا التواصل للصحة العقلية للطفل، إذ يحمي الطفل من خطر تدني تقدير الذات، وضعف الأداء الأكاديمي، كما يعزز الترابط بين الآباء والأطفال، وفق موقع ذا كونفرزيشن.

أكدت دراسة أجراها باحثون بالمعهد الوطني لصحة الطفل والتنمية البشرية، في ولاية ميريلاند بالولايات المتحدة، ارتفاع نسبة التكيف في المدرسة والقدرة على الإنجاز لدى الطلاب الذين حظوا برعاية جيدة من جانب الوالدين مقارنة بغيرهم ممن لم يحظوا بها، إذ ارتفعت لديهم نسبة المشاكل السلوكية وانخفض أداؤهم الدراسي.

لماذا لا يخبروننا؟

مثلنا نحن البالغين، يحتاج الأطفال إلى بعض الراحة لتخفيف التوتر واستيعاب لحظة الانتقال من المدرسة إلى المنزل، وأدمغة الصغار ليست بمهارة أدمغة البالغين في إجراء هذا التحول، خاصة حينما يشعرون بالتعب، وفق موقع لايف هاكر.

كذلك، لا يتذكر طفلك الأحداث كما تتذكرها، لسبب بيولوجي يتعلق بنمو الدماغ، وعلينا استخدام أساليب تدفعهم للتذكر والاسترسال.

كما يشير موقع واشنطن بوست إلى أن بعض الأطفال يصبح لديهم فضول لمعرفة كيف قضت الأم يومها بعيدا عنهم، وهنا يجب اتباع أسلوب مختلف بأن تسرد الأم أولا ما فعلته خلال اليوم، إذ يشجع ذلك الطفل على المشاركة، فيحكي بدوره عن نفسه وكيف مضى يومه.

هكذا يمكن دفعهم للحديث

التواصل مهارة لا يزال الطفل في حاجة لتنميتها، أحيانا يكمن السر في السؤال، فبالنسبة إليه فقد مر بـ100 حدث، الكبير منها والصغير؛ وإزاء سؤالك فهو لا يعرف ما الذي تريد معرفته تحديدا، وربما لذلك يجيبك فقط بأنه "كان يوما جيدا"، فإليك نصائح الخبراء ليمكنك التواصل مع الطفل:

اطرح أسئلة مفتوحة

أسئلة مثل "كيف كان يومك؟" يمكن أن تنتهي بكلمة واحدة، رغم أن بعض الأطفال يسهبون في الرد عليها؛ لذا عليك أن تطرح أسئلة تساعد في تدفق الحوار، مثل "ما أكثر شيء أعجبك اليوم".

بعد قسط من الراحة

تجنب طرح الأسئلة بعد عودته من المدرسة مباشرة، إذ يشعر الأطفال بالتعب أحيانا؛ بعد الاسترخاء وتناول وجبة خفيفة، يكون الطفل أكثر استعداد للحديث ومشاركتك أحداث اليوم.
استمع باهتمام وأبعِد الهاتف
استماعك له باهتمام يساعده على التحدث بحرية، لذا انتبه واترك الهاتف جانبا وتواصل معه بصريا وامنحه اهتماما كاملا.

دعه يحل المشكلات

حين يشكو الطفل من مشكلة ما مع أقرانه أو مشكلة في أداء الواجب المدرسي، لا تمنحه ردا فوريا باقتراح الحل، إنها فرصة مناسبة لتشجعه وتنمي لديه مهارة حل المشكلات، دعه يطرح الحلول وتناقش معه فيها ليختار معك الحل الأفضل.

الأكثر مشاهدة