مهارات لتربية المراهق ليصبح شخصًا ناضجًا
- الأسرة والطفل
- Jul 29, 2024
مساعدة المراهق على أن يصبح شخصًا ناضجًا مهتمًّا ومستقلًا ومتحملًا للمسؤولية ليست مهمة سهلة. وتقول دراسات «مايو كلينك»: إن مرحلة المراهقة يمكن أن تكون وقتًا مربكًا للمراهقين وللوالدين على حد سواء. وبالرغم من أن هذه السنوات قد تكون صعبة، فهناك الكثير من الأمور التي تستطيع فعلها لدعم طفلك المراهق وتشجيعه على السلوك المسؤول، داعية إلى استخدم هذه المهارات الأبوية للتعامل مع التحديات التي تواجهها عند تنشئتك لمراهق.
1 - أظهر حبك
الاهتمام الإيجابي أمرٌ لا غنى عنه في التعامل مع المراهقين. اقضِ بعض الوقت مع ابنك المراهق لتظهر له أنك مهتمٌ لأمره. استمع إلى ابنك المراهق حين يتحدث، واحترم مشاعره. لا تفترض أنه يعرف مدى حبك له.
وإذا لم يبدِ اهتمامًا بالارتباط بك، لا تيأس من المحاولة. يمكن لتناول الطعام بشكل منتظم مع بعضكما البعض أن يكون طريقة جيدة لإحداث تواصل بينكما، بل والأفضل من ذلك، اطلب منه أن يساعدك في إعداد الطعام. في الأيام التي تجد فيها صعوبة في الحديث إليه، الجأ إلى حل أن ينجز كل واحد منكما عمله بعيدًا عن الآخر. فإذا جلستما بالقرب من بعضكما البعض، ربما تبدأ بينكما محادثة.
وضع في اعتبارك أن الحب غير المشروط لا يعني الموافقة غير المشروطة. يمكنك أن تؤدب ابنك وأنت تظهر له أنك لن تحرمه من حبك له عقابًا على سلوكه. إذا كنت تشير إلى أمر يمكن أن يؤديه بصورة أفضل، ليكن نقدك لسلوك محدد بدلاً من قول عبارات تمسَ شخصه.
2 - تحديد توقعات معقولة
يميل المراهقون إلى الوصول إلى توقعات الوالدين أو النزول إليها، فاجعل توقعاتك مرتفعة. لكن بدلاً من التركيز على الإنجازات، مثل الحصول على درجات مرتفعة، توقع من مراهقك أن يكون طيبًا ومراعيًا للمشاعر ومحترمًا وأمينًا وكريمًا.
عندما يتعلق الأمر بالإنجازات اليومية، تذكّر أن المراهقين يكتسبون الثقة من النجاح، وهو ما يمكن أن يجعلهم مستعدين للتحدي التالي. مع تكليف مراهقك بمهام أكثر صعوبة، وبدلاً من أن تحدد المعيار بنفسك، ادعمه ليحدد ما يستطيع هو أن يقوم به. إذا فشل مراهقك، فتفاعل بشكل داعم وشجعه على استعادة الهدوء والمحاولة مرة أخرى. من المهم أكثر أن تمدح مجهود مراهقك وليس النتيجة النهائية.
3 - وضع القواعد والعواقب
ينطوي الانضباط على التعليم لا على العقاب ولا على السيطرة على ابنك المراهق. لتشجيع ابنك المراهق على أن يكون حسن التصرف، احرص على أن تناقش السلوكيات المقبولة وغير المقبولة في المنزل وفي المدرسة وفي كل مكان. ضع قائمة بالعواقب العادلة والمناسبة المترتبة على سلوك ابنك المراهق.
عند وضع العواقب تجنب التالي:
■ تجنب الترهيب.. فقد يفسر ابنك المراهق لغة الترهيب بأنها تحدٍّ.
■ كن واضحًا ومحددًا.
فبدلاً من أن تقول لابنك المراهق لا تمكث خارج البيت إلى ساعة متأخرة، حدد موعدًا معينًا. واحرص على أن تكون القواعد التي تمليها على المراهق قصيرة ومحددة. لتكن العواقب فورية ومرتبطة بخيارات ابنك المراهق أو تصرفاته.
■ اشرح قراراتك.
فمن المرجح أن يلتزم ابنك المراهق بالقواعد عندما يكون على دراية بالغرض منها. قد تكون هناك مسببات أقل للثورة ضدك عندما يعرف ابنك المراهق أن هناك حداً تم وضعه للحفاظ على سلامته.
■ كن منطقيًا.
تجنب وضع قواعد يصعب على ابنك المراهق الالتزام بها. فقد يكون من الصعب على المراهق الذي اعتاد الفوضوية الحفاظ على غرفة نوم مرتبة ونظيفة بمجرد أن يُطلب منه ذلك.
■ تحلَّ بالمرونة.
كلما أثبت ابنك المراهق تحليه بقدر زائد من المسؤولية، امنحه مزيدًا من الحرية. وإذا ظهرت في سلوكيات المراهق عدم القدرة على اتخاذ القرارات الصائبة، فافرض مزيدًا من القيود.
عند تطبيق العواقب، تأكد دائمًا من توبيخ سلوك ابنك المراهق، وليس المراهق نفسه.
تجنب إلقاء محاضرة على ابنك المراهق بخصوص قصوره الشخصي والعواقب المجردة والبعيدة، التي يمكن أن تحفز ابنك المراهق ليثبت خطئك.
لا تستخدم لهجة ساخرة أو مهينة أو مسيئة. يمكن لإحراج ابنك المراهق أن يعرضه لإحساس بالعار، ويضعه في موقف دفاعي، ويشتته عن التفكير فيما ارتكب من خطأ.
قبل أن تتكلم، فكر في أن تسأل نفسك إن كان ما أنت على وشك قوله صحيحًا وضروريًا وخاليًا من الأحكام.
4 - ترتيب أولويات القواعد
مع أنه من المهم تطبيق قواعدك باستمرار، يمكنك أحيانًا تقديم استثناءات عندما يتعلق الأمر بأمور مثل عادات أداء الواجبات المدرسية ووقت النوم. يمنحك ترتيب أولويات القواعد فرصة أنت وابنك المراهق لممارسة التفاوض والاتفاق.
ومع ذلك، فكّر مقدمًا إلى أي مدى ستسمح بذلك. فلا تتفاوض عندما يتعلق الأمر بالقيود المفروضة على سلامة ابنك، مثل تعاطي المخدرات، والنشاط الجنسي، والقيادة المتهورة. تأكد من أن طفلك في سن المراهقة يعلم أنك لن تتسامح مع تناوله التبغ، أو الكحول أو تعاطيه المخدرات الأخرى.
5 - فلتكن قدوة حسنة
يتعلم المراهقون كيفية التصرف من خلال مشاهدة والديهم. تصرفاتك عموماً تتحدث بصوت أعلى من كلماتك. أظهر لابنك المراهق كيفية التعامل مع التوتر بطرق إيجابية وكن مرنًا، كن نموذجًا جيدًا ومن المرجح أن يتبع ابنك المراهق خطواتك.