أهمية الوقت العائلي المشترك وكيفية تعزيزه
- الأسرة والطفل
- Jun 25, 2024
الأسرة هي الأساس الأول لأي مجتمع، وهي التي تقوم على تنشئة أطفال أسوياء، وتعدهم للمستقبل، ومن أهم عوامل نجاح واستقرار الأسرة، هو قضاء أفرادها لوقتٍ مشترك فيما بينهم، فالوقت الذي يقضيه أفراد الأسرة معًا له أهمية كبرى في تعزيز الترابط بين أفرادها.
أهمية الوقت العائلي المشترك
على الرغم من التحديات الكبيرة التي تواجهها الأسرة، في عالم سيطرت فيه وسائل التكنولوچيا المختلفة، وجعلت كل شخص ينعزل في عالمه الخاص؛ إلا أن هناك عدة فوائد هامة لا يمكن التحصل عليها إلا من خلال الوقت العائلي المشترك.
تعزيز الروابط الأسرية
يوفر الوقت العائلي المشترك فرصة للتواصل والتفاعل، ومشاركة الأفكار، وتبادل المشاعر، وحل المشكلات؛ وكل ذلك ينعكس بالإيجاب على الترابط بين أفراد الأسرة.
زيادة معدلات الرضا والسعادة
دائمًا ما يشعر أي شخص (خاصة الطفل) بالأمان والسعادة، حين يتواجد بجوار أفراد أسرته، الأب والأم والإخوة، كما يكون أكثر انفتاحًا للتعبير عن مشاعره وأفكاره بكل أريحية.
وكنتيجة لذلك، فالوقت العائلي المشترك يساهم بشكلٍ مباشر في رفع معدلات الرضا والسعادة عند جميع أفراد العائلة، ويوفر لهم الفرصة للاستمتاع والاسترخاء، والابتعاد عن هموم الحياة اليومية.
كما يعمل الوقت العائلي المشترك على تقليل التوتر، وتحسين الصحة النفسية لأفراد الأسرة.
تطوير شخصية الطفل
يمنح الوقت العائلي المشترك فرصة ذهبية للطفل كي يتعلم من والديه وإخوانه أمورًا مثل حل المشكلات، وكيفية التعامل مع الآخرين، واكتساب الخبرات المختلفة، وهو ما يترتب عليه تنمية شخصية الطفل، وتطوير مهاراته الاجتماعية والعاطفية.
كيفية تعزيز الوقت العائلي المشترك
هناك كثير من الأساليب التي يمكن اتباعها من أجل تعزيز الوقت العائلي المشترك وتحقيق أعلى استفادة منه.
تحديد أوقات مناسبة وأهداف واضحة
من الضروري أن تعمل كل أسرة على تحديد وقت عائلي مشترك، يتجمع فيه أفرادها، بحيث يكون هذا الوقت مناسبًا لهم جميعًا، حتى يلتزموا به ولا يغيبون عنه.
ومن المهم أيضًا تحديد أهداف واضحة للوقت العائلي المشترك، بحيث يتم التركيز على أنشطة معينة يمكن القيام بها، أو إجراء مناقشات هادفة يستفيد منها الجميع.
الابتعاد عن الهواتف والأجهزة الإلكترونية
الهواتف الذكية والأجهزة الإلكترونية في عصرنا الحالي، تعد سببًا في تدمير التواصل الحقيقي بين الأفراد؛ لذلك حتى يكون التواصل قويًا أثناء الوقت العائلي المشترك، يجب على أفراد الأسرة التخلي عن الهواتف والأجهزة، والتركيز على التواصل المباشر.
اختيار أنشطة مفيدة
في أحيان كثيرة، يُهدر الوقت العائلي المشترك على أمور وأنشطة لا طائل منها، مثل مشاهدة مواد غير مفيدة عبر التلفاز، أو قضاء وقت طويل في ألعاب الفيديو.
فالأفضل أن يتم تحديد أنشطة هادفة خلال فترة التجمع العائلي، على أن تكون تلك الأنشطة مناسبة لجميع الأفراد، مثل القراءة، وتعلم مهارات جديدة، والخروج للتنزه، وزيارة الأقارب.
الإيجابية والتفاؤل
حتى يُحقق الوقت العائلي المشترك الهدف المرجو منه، يجب أن يكون وقتًا إيجابيًا، لا مكان فيه للمشاحنات أو المحادثات السلبية، كما إنه ليس الوقت المناسب لتأنيب الأطفال أو توجيه النقد لهم.
في النهاية نؤكد بأن الوقت العائلي المشترك ما هو إلا استثمار في مستقبل الأسرة، ومن أهم عوامل قوتها وترابطها، فضلًا عن كونه حماية للأطفال من الانحراف؛ لذلك يجب ألا تمنع مشاغل الحياة الآباء من تخصيص الوقت الكافي لتجميع الأسرة، ومساعدة أفرادها على التواصل البنَّاء.