رسالة الراعي الصالح


ماذا تفعلين عندما يخبرك طفلك بأنه لا يحبك؟

هل يمكن ألّا يحبكِ طفلكِ؟

يمرُّ الأطفال في مراحل متعددة أثناء نموهم، والتي تتغير فيها سلوكاتهم وعواطفهم، وخلال هذه المراحل قد تشعرين بأنَّ طفلكِ لا يحبّكِ، وقد يكون هذا الأمر مفجعًا لكِ ويجعلكِ تشعرين بالقلق والخوف، ومن المحزن أن تسمعي طفلكِ يقول لكِ لا أحبّكِ أو أكرهكِ، والأسوء من ذلك أن تقولي له أحبّك وهو لا يقول أيّ شيء على الإطلاق، ولعلك تتساءلين عندها بماذا يفكر في هذه اللحظة، وهل هو خائف من قول ذلك، أم أنَّه بالفعل لا يشعر بأيّ حب لكِ، ومن الجدير بالذكر أنَّ من الطبيعي أن تعتقدي بعدم حب طفلكِ لكِ، أو تفضيله لأحد آخر عليكِ في طفولته، أو في مرحلة المراهقة، وما عليكِ فعله هو معرفة أنَّ هذه المرحلة مؤقتة وليست دائمة، وأنَّ الأطفال عادة يرغبون في تكوين شخصيات مستقلة وجديدة لذلك فهم يبتعدون عنكِ، وعليكِ البقاء بجانب طفلكِ ومساندته حتى إذا لم يظهر لكِ أنَّه يحبّكِ، إذ إنَّه بالنهاية سيدرك كم تحبينه وتخافين عليه.

خطوات عليكِ فعلها عندما يخبركِ طفلكِ بأنه لا يحبكِ

تحرص جميع الأمهات على أن يكنَّ أمهات جيدات لأطفالهنّ، ولا شكّ عزيزتي الأم في أنَّكِ تسعين جاهدة إلى تعزيز اهتمامات طفلكِ والاهتمام به، وتوفير كافة سبل الراحة والأمان والحب له، وعلى الرغم من ذلك إلا أنَّكِ قد تتلقين بعض العبارات من طفلكِ يخبركِ بها أنَّه لا يحبّكِ، وفيما يأتي ذكر لبعض النصائح والخطوات التي عليكِ فعلها عندما يخبركِ طفلكِ بعدم حبّه لك

  • امنحي طفلكِ الحق في التعبير عن آرائه ومشاعره، ولكن عليكِ أيضًا أن تعلميه ألا يجرح مشاعر الآخرين ويؤذيهم، وبعد أن ينتهي من قول ذلك أخبريه أنَّ كلامه كان مؤذيًا لكِ، وعليه أن يختار عبارات أفضل وألطف.

  • ساعدي طفلكِ على التعرّف على مشاعره وضبطها، فالأطفال عندما ينزعجون يقولون ما يجول في خاطرهم مباشرة دون تفكير، وبعد أن يعودوا إلى طبيعتهم يتراجعون عما قالوه من كلام مؤذٍ لكِ.

  • ذكّري طفلكِ بأنَّ عليه أن يتأنى في حديثه وأن لا يقول الأشياء بسرعة، وأنَّ اللحظات التي يكون فيها متعبًا لا تمنحه الحق في أن يؤذي ويجرح مشاعر الآخرين من حوله.

  • ابدئي باكرًا في غرس بعض الأفكار الجيدة في طفلكِ، بالإضافة إلى تدريبه على أن يكون أكثر وعيًا بمشاعره، وحذرًا من الكلمات التي يستخدمها ويقولها لغيره.

  • احرصي على تعليم طفلكِ ثقافة الاعتذار عندما يقول لكِ وللآخرين بعض الكلمات القاسية والجارحة، والتي تخرج منه دون أن يكون قاصدًا لمعناها.

كيف تجعلين طفلكِ يحبّك؟

الأطفال هم ألطف المخلوقات على وجه الأرض، إذ إنَّهم يجلبون الكثير من الفرح والضحك إلى حياتنا، وعلى الرغم من ذلك إلا أنَّهم يصابون ببعض الأحيان بنوبات الغضب، ومن الجدير بالذكر أنَّ الأطفال غالبًا لا يرغبون في التحدث مع الغرباء أو اللعب معهم، أو حتى مع الأشخاص الذين يعرفونهم، فإذا كنتِ تحبين الأطفال وترغبين في جعلهم يحبونكِ، أو في حال كنتِ تشعرين بأنَّ طفلكِ لا يحبّكِ، فإليك بعض الخطوات التي تساعدكِ على اكتساب محبته:

  • استرخي واستمتعي بالأنشطة، فالبالغون عادة ما يشعرون بالضغط والتوتر بسبب الأشياء الكثيرة في أذهانهم والتي عليهم القيام بها، مما يؤدي في بعض الأحيان إلى شعورهم بالغضب عندما لا يتبع الأطفال تعليماتهم على الفور، وعندما تسترخين يمكنكِ التواصل مع طفلكِ والاستمتاع بالأنشطة معه وبذلك تكسبين حبه.

  • احترمي طفلكِ وعامليه بتقدير، فالأطفال هم كالكبار، ومن حقهم أن يُحترموا ويُقدّروا، والاستماع لهم باهتمام تمامًا مثل البالغين، وعندما يرى طفلكِ الاهتمام والاحترام من قبلكِ، سيرغب بالحديث والتواصل وقضاء الوقت معكِ.

  • تصرفي بطريقة مضحكة وممتعة، إذ يحب الأطفال الأنشطة الممتعة والمضحكة والألعاب، فهم يحبون التواجد مع الأشخاص الذين يستمتعون معهم، ويمكنكِ تعلم بعض الأشياء التي تجعل طفلكِ يحبّكِ تمامًا، مثل إصدار الأصوات أو تقليد الوجوه المضحكة، أو اللعب معه، أو إظهار الأشياء التي يحبها فجأة أمامه.

  • احرصي على أن لا تبالغي في إظهار الحب والمودة لطفلكِ، ففي بعض الأحيان تبالغ الأم في إظهار الحب لطفلها، مما يجعله يشعر بالضيق، وللحصول على حب طفلكِ يجب عليكِ أن تعتدلي في إظهار المودة له، وامنحيه مساحة خاصة به.

  • خذي طفلكِ على محمل الجد، فعندما يطلب منكِ أمرًا قد يكون صغيرًا وغير مهم بالنسبة لكِ، إلا أنَّه بالنسبة لطفلكِ فيمثل له العالم بأسره، لذلك تعاملي معه بجدية وعدم استخفاف تكتسبي حبه واهتمامه على الفور، وذلك من خلال اهتمامكِ بممتلكاته الصغيرة.

تصرّفات تخبركِ بأنّ طفلكِ يحبكِ

يمكنكِ عزيزتي الأم ملاحظة بعض التصرفات التي يفعلها طفلكِ والتي تخبركِ بأنَّ طفلكِ يحبّكِ، ويمكن ذكر بعض منها على النحو الآتي:

  • التحديق في عينيكِ: إذ يبدأ الأطفال بالنظر إلى وجوه أمهاتهم منذ لحظة الولادة، ومن الجدير بالذكر أنَّ هذه النظرات العاطفية تجذب الأم وتُشعرها بالحب، وكم أنَّها مهمة في حياة طفلها.

  • التعرف على رائحتكِ: فعلى الرغم من اختلاط الروائح وكثرتها، إلا أنَّ طفلكِ سيختاركِ في كل مرة اعتمادًا على معرفته لرائحتكِ، فهو يميزها عن جميع الروائح الأخرى.

  • مشاركتكِ اهتماماتكِ: ويظهر ذلك من خلال رغبته في مساعدتك في أمور المنزل أو أيّ أمور أخرى تقومين بها مثل التنظيف والترتيب وغير ذلك، وهذا ما يطلق عليه الاهتمام المتبادل. استخدامكِ كدرع حماية له: لا تتفاجئي عزيزتي الأم إذا دفن طفلكِ رأسه في حضنكِ عند وجود أشخاص غريبين حوله، إذ يلجأ إليكِ للحصول على الحماية، وهذا دليل على أنَّه يحبّكِ، ويثق بكِ للحفاظ على سلامته.

  • استخدام عبارات الحب الشفهية: ومثال ذلك أن يقول لكِ طفلكِ أنا أحبّكِ يا أمي، أو بشرتكِ ناعمة جدًا، والكثير من هذه الجمل المليئة بالحب والعاطفة. الرغبة في إراحتكِ: قد تلاحظين ذلك من خلال بعض التصرفات مثل تقديم المحارم الورقية لكِ عندما يراكِ تبكين، أو أن يعطيكِ قبلة عندما تؤذين نفسكِ، فأنتِ بالنسبة له العالم وهو لا يحب أن يرى عالمه مضطربًا فيحاول إصلاح الأمور.

     

الأكثر مشاهدة