من الخوف إلى الغفران
- حياة الإيمان
- Mar 01, 2024
كنت في الخامسة والأربعين من عمري وكنت لا أزال أعاني من ألم الإساءة التي تعرضت لها في طفولتي عندما شعرت بدافع قوي أن أواجه والدي، فقد سبق وأراني الله أن السبيل الوحيد لكسر دائرة الخوف في حياتي هو مواجهة الشخص الذي أساء إلي.
كان الأمر صعب عليً جداً لأني كنت أعلم أنه سوف يغضب ويثور وقد فعل. ولكني فعلت ما أرادني الله أن أفعله، الأمر الذي أطلقني حرة.
علينا أن نفعل الدور الذي يطلبه الله منا، بغض النظر عن الطريقة التي سيعاملنا بها الطرف الآخر.
ربما لن يتعين على من يقرأ هذا المقال التعامل مع شخصية مثل هذه ولكننا جميعاً سنقابل أشخاص غاضبون في حياتنا والبعض منكم مرتبط بشخص سريع الغضب أيضاً.
ولأن هذا الشخص الغاضب تحكم في حياتي لسنوات طويلة، كنت أنا أيضاً شخصية غاضبة وكنت أنفث عن غضبي في كلماتي وأسلوب حياتي خاصة إذا لم تسر الأمور حسبما أردت. كنت أتصرف بطريقة خاطئة وكنت بحاجة لمقابلة مع الله.
كم يعجبني زوجي ديف لأنه لم يسمح أبداً لغضبي أن يجعله تعيساً ولم يجعلني أسلبه فرحه وكان يقول لي أنه اختياري إن أردت أن أكون تعيسة ولكنه سيظل سعيداً وبالفعل كان سعيداً طوال الوقت مما جعلني أدرك أني أنا الخاسرة وأني أضيع حياتي وأني محتاجة إلى تغيير.
كن مثالاً للمتألمين
لم أعرف شيئاً عن الثبات والاستقرار لأني لم أنشأ في جو أسري يتميز بالثبات والاستقرار، لكن ديف كان مثالاً لي وكان هذا مهماً جداً في حياتي لأنه لو كان قد اكتفى بأن طلب مني أن أتوقف عن الغضب أو لو كان قد تجاوب مع غضبي بغضب مماثل، لما تغيرت.
توصينا كلمة الله ألا نجاوب الغضب بغضب ولا الشر بشر (انظر 1بطرس 3: 9)
أنا أعلم تماماً أن تنفيذ وصية مثل هذه أمر صعب ولكن ثق أن الله لن يطلب منا شيء ما لم يعطينا القوة لكي ننفذه إن أردنا. لدى الله حل لكل مشكلة سنواجهها وعلينا أن نثق أن طرقة أفضل بكثير وأنها فعالة أيضاً.
الله وحده يستطيع أن يغير الناس
أنا أؤمن أن أفضل وسيلة للتعامل مع الشخص الغضوب هي أن تظهر له من خلال حياتك أن هناك طريقة أفضل للحياة والسلوك. لا يستطيع إنسان أن يتغير إن لم يريد، فلا تحاول أن تعّير أناس في حياتك لأن الله وحدة يستطيع أن يغير قلوب الناس قبل سلوكهم وتأكد أنه سيفعل في حينه.
لذلك صلِ من أجل الأشخاص الغضوبين ودع الله يعمل في حياتهم. فقط كن قدوة لهم في السلام والثبات.
لا تسمح للمجروحين أن يجعلوك تعيساً
في كثير من الأحيان نسمح للآخرين أن يحددوا مستوى الفرح في حياتنا دون أن ندرك أنه اختيارنا. نعم نستطيع أن نكون سعداء حتى إن كان من حولنا غضوبين وتعساء.
نعم نستطيع إن عزمنا في قلوبنا وعقولنا أن نفعل ذلك. احتفظ بفرحك وهدوءك في محضرهم وأكد لهم محبتك وأنك تبغي سعادتهم ولكن اعلن لهم أنك لن تسمح لقراراتهم أن تتحكم في نوعية الحياة التي ستحياها.
كن شريكاً مع الله واصنع اختلافاً
لا تفقد الأمل في الأشخاص الغضوبين في حياتك، فمن الواضح أنهم متألمين أو ربما اختبروا أموراً صعبة في حياتهم جعلتهم غضوبين. صل من اجلهم حتى يروا الحق ويسلكوا في النور (انظر متى 7: 7).
أنا أؤمن أن الله يعمل عندما نصلي، في بعض الأحيان يستجيب على الفور وفي أحيان أخرى سيتعين علينا أن نصلي طوال حياتنا. استمر في الصلاة من أجلهم وأشكر الله من أجل عمله في حياتهم حتى وإن لم تر تغيراً.