رسالة الراعي الصالح


هل تريد أن تكون سعيداً؟

هل تريد أن تكون في حالة مزاجية جيدة كل يوم؟ ألن يكون هذا رائعاً؟ كلنا نريد أن نكون سعداء، أليس كذلك؟
لسنوات طويلة تسلطت علي حالاتي المزاجية واعتقدت أنه ليس بوسعي أن أتحكم في مشاعري فكنت أحقد على الأشخاص السعداء وتساءلت ما هو سر سعادتهم ولماذا هم سعداء وأنا تعيسة؟
أخيراً أدركت أن هناك علاقة وطيدة بين الذهن والفم والحلات المزاجية واتجاهات القلب.
يبدأ الموضوع بفكرة ثم تتحول الفكرة إلى كلمات ننطق بها وبعدها تؤثر الفكرة والكلمات على مشاعرنا التي تتحول بدورها إلى حالة مزاجية واتجاه قلبي.
 
هل تريد أن تكون شخص إيجابي؟
لا شك في أننا لا نستطيع أن نغير كل ظرف غير مُسر في حياتنا ولكننا نستطيع أن نغير نظرتنا لهذا الظرف.
لا يوجد شخص يستمتع بالظروف الصعبة أو المؤلمة ولكني اكتشفت أن التحلي بالرجاء والإيمان يجعلنا ندرك أن الله سيجعل كل الأشياء تعمل معاً لخيرنا.
إن التمتع بالحياة يبدأ بالأفكار التي نختار أن نتبناها وذلك لأن أفكارنا مرتبطة بمشاعرنا. فإن أردنا أن نشعر بحال أفضل، علينا أن نفكر بطريقة أفضل.
يشبه الذهن تانك البنزين في السياره الذي إذا امتلأ بنوع الوقود الصحيح، سارت السيارة كما ينبغي وإلا لما دارت على الإطلاق. هكذا الحال مع الذهن أيضاً: إن ملأنا أذهاننا بأفكار جيدة، آلت حياتنا للأفضل.
كن أمينا مع نفسك وراجع الأمور التي كنت تفكر فيها خلال الوقت الماضي وانظر كيف أثرت عليك مشاعرك وعلى حالتك الصحية. أنا واثقة أنك ستجد علاقة بين ما كنت تفكر فيه وما شعرت به.
لا خير يمكن أن يأتي من التفكير السلبي الناقد النابع من النفس المرة الحاقدة ولكن يمكننا أن نتوقع أمور جيدة عندما نفكر وفقاً لخطة الله لحياتنا.
قد أفكارك في الاتجاه الصحيح
من خلال موت يسوع وقيامته، صارت لنا حياة جديدة ولكي نتمتع بهذه الحياة الجديدة، علينا أن نفكر بطريقة جديدة.
ويعتبر التفكير الصحيح والاتجاه القلبي الصحيح خارطة طريق للوصول للوجهة التي نريد الوصول إليها.
توصينا الآية الموجودة في رومية 12: 2 ألا نشاكل أهل هذا العالم (إلا نقلد أو نتكيف مع الظاهر أو المألوف) بل نتغير بتجديد أذهاننا (بالكامل) لنختبر إرادة الله الصالحة والمرضية.
وهنا علينا أن ندرك أن إرادة الله لحياتي ولحياتك هي إرادة صالحة ومقبولة ومرضية ولكي نختبر هذه الإرادة والمشيئة يجب أن نفكر بطريقة تختلف تماماً عن العالم وذلك بأن نجدد أذهاننا باستمرار لكي نفكر بالطريقة التي يفكر الله بها.
الأمر بسيط للغاية: إن كنت تريد الحصول على كل ما يريد الله أن يمنحك إياه، عليك أن تفكر بالطريقة التي يفكر الله بها.
ابدأ يومك بداية جيدة
هل تعلم أن بوسعك أن تبدأ يومك بداية رائعة وذلك بالتفكير في أمور جيدة وترديد هذه الأمور بصوت مسموع في صباح كل يوم جديد؟ أشجعك أن تتأمل في كلمة الله وتعلن وتعترف بأمور مثل:
هذا هو اليوم الذي قد صنعه الله، لذلك سأفرح وسأتمتع به. (مزمور 118: 24)
استطيع أن أتعامل مع كل ما يخبئه لي يومي في المسيح يسوع الذي يقويني. (فيلبي 4: 13)
أنا قوي. (إشعياء 40: 28-31)
سأنال نعمة أمام الله والناس. (لوقا 2: 52)
كل ما ستمتد إليه يدي سوف ينجح. (تثنية 30: 19؛ يشوع 1: 8)
سأتبارك عندما أبارك الآخرين. (1تيموثاوس 6: 18)
أشكر الله من أجل كل ما صنعه لأجلي. (1تسالونيكي 5: 18)
سأنتظر الرب ليخلصني عالماً أنه لن يتأخر. (مزمور 31: 15؛ 37: 7؛ 46: 1)

تأكد من أن التفكير السلبي يقود إلى حالات مزاجية سلبية وإتجاهات قلبية مرة والاحتمال الأرجح أن صاحب هذا الذهن سيحصل على يوم سيئ.
أما الشخص الإيجابي الذي قرر أن يثبت أفكاره على كل ما هو مشجع وكتابي ومفعم بالرجاء والإيمان فسيتمتع بيومه.
خطوة بعد خطوة
إن تجديد الذهن ومن ثم الكلمات والحالات المزاجية وإتجاهات القلب يستغرق وقتاً، كما أنه ليس بالأمر الهين ولكنه ممكن بمعونة الله.
فإن كنت تسعى إلى مزيد من الثبات العاطفي والقدرة على الاحتفاظ باتجاه قلب صحيح بغض النظر عن الظروف، عليك أن تضع هذا الهدف أمام عينيك وألا تستسلم حتى تصل إليه.
وكما أن الرحلة تبدأ بخطوة يتبعها خطوة أخرى ثم خطوة أخرى، هكذا الحال في رحلة تجديد الذهن. ومهما بدت الرحلة طويلة، تأكد من أنك تخطو في الاتجاه الصحيح وسوف تصل في النهاية لهدفك وستتمتع بالحياة التي طالما أردتها

الأكثر مشاهدة