رسالة الراعي الصالح


الكنيسة! الأنبا مكسيموس

الكنيسة!
التعريف السائد عن الكنيسة : أنها جماعة المؤمنين ؛ مغاير لتعريف الكنيسة في لاهوت الآباء كما في العهد الجديد ؛ فالكنيسة كائن حي هو جسد المسيح السري؛ ومفهوم طبعا أن كلمة السري هي إضافة تعريفية علي النص للتمييز بين جسد المسيح المولود من العذراء وجسده غير المنظور الذي كونه بإنسكاب الروح القدس من جسده الذي هو جسدنا الذي واجه به الموت وأبطله وقام ولما إرتفع به الي يمين الآب أخذ موعد الروح القدس من الآب سكبه( أع ٢٣:٣) علي كل المنتظرين ؛ فكل من قبل الروح القدس قبل المسيح في الروح القدس وحيثما جاء الروح القدس كان المسيح فيكم رجاء المجد.

ولأن الروح القدس لم ينسكب من عند الآب مباشرة علي البشرية- فهذا هو المستحيل- ولكنه إنسكب علينا من جسد المسيح أي إنسانيته " وإن مضيت إرسله إليكم" فقد حقق الروح لكل الذين قبلوه نعمة الاشتراك في جسده الواحد بالروح القدس ممن علي الأرض ومن في السماء ليجمع الكل في جسد واحد هو جسد المسيح الحي القائم من الأموات أي في المسيح من خلال جسده وتجسده؛ الذي نلنا نحن أيضا فيه نصيبا. فالمسيح القائم من الأموات في مجد الآب في السماء؛ هو رأس هذا الجسد الروحي (السري) الذي كونه بإنسكاب الروح القدس "إذ أعطيته سلطانا علي كل جسد أن يعطي حياة أبدية لمن أعطيته".

وهذه هي الكنيسه ؛ علي أنه من المهم أن نفهم هنا أن تشبيه الرأس والجسد ليس مأخوذا من مثال الرأس والجسد في الانسان كما استخدمه الرسول بولس في تعليمه عن المواهب ولكنه مأخوذ من الشجرة كما يشرح ق. كيرلس الكبير كما استخدمه المسيح في تشبيه " أنا الكرمة وأنتم الأغصان " فالرأس هنا هو رأس الشجرة أي جذعها " الذي منه ينمو كل الجسد معا" أي الأغصان فالكنيسة كائن حي يملأ السماء والأرض ينمو بإستمرار بولادة أغصان جديده تنال الشركة والحياة الابديه بعضويتها في شجرة الحياه المسيح نفسه.

فالكنيسة هي المسيح نفسه كالرأس وقد صرنا كلنا أعضاء أي شركاء في جسدة بالنعمة. أنظروا أية محبة أعطانا الآب أن ندعي اولاد الله وأن نكون شركاء المسيح في الروح القدس. جماعة مؤمنين وموحدين بالله ؛ليسوا شركاء الطبيعة الإلهية ؛ ليسوا من الكنيسه ولا شركاء في الروح القدس ولا في الحياة الأبدية. " وإياه جعل رأسا فوق كل شيء للكنيسة جسده ملء الذي يملأ الكل في الكل" ( أف٢٣:١) هذه العبارة المفتاحية من رسالة الرسول بولس إلي مؤمني أفسس ستشرح لنا جوهر عمل الكنيسة : فالكنيسة التي هي جسده هي ملء( أي إتساع أو ألإناء) الذي يملأ( يجعل) الكل (أي الجميع) في الكل ( في الله الكلي).

هذه هي الكنيسة جسده الحي الذي يملأ الكل في السماء وعلي الارض وهو رأسه الذي بشركتنا فيه تصير لنا شركة مع الله وإبنه يسوع المسيح.

الأكثر مشاهدة