رسالة الراعي الصالح


كلّ فكر مهمّ! جويس مايير

نلتُ إعلانًا مجيدًا عندما أدركتُ أنَّه ليس عليّ تلقُّف كلّ فكر يراود ذهني، وأنَّه يمكنني اختيار أفكاري وانتقاؤها عمدًا.
في فترة معينة من حياتي، لم أكن أنتقي أفكاري عمدًا، أو لم أستأسر كلَّ فكر إلى طاعة المسيح (2 كورنثوس 10: 5)، بل كنت ألهج باستمرار بأفكار تحبطني، وأفكر في ما لا أملكه، أو في إساءة أحد أصدقائي إليّ، أو في إساءة زوجي إليّ.
ولم يسبِّب لي أسلوب التفكير هذا المرارة فحسب، لكنَّه منعني أيضًا من نيل شفاء الله في هذه النواحي. وبقيتُ مقيَّدة بالتفكير في الإساءات إلى أن أعلن لي الله أسلوب تفكير أفضل، أركِّز فيه على الأعمال الصالحة التي قام بها الآخرون، وأسمح لله بتسديد احتياجاتي.
والحقيقة هي أنَّنا نستطيع تدريب أنفسنا على تمييز الأفكار الخاطئة واستبدالها بأفكار صحيحة بدلًا من اعتماد السلبيَّة تجاه أفكارنا، وعندما نفعل هذا، نبدأ باختيار الحياة الحرَّة والفيَّاضة التي يريد الله أن نتمتَّع بها.

أصل المشكلة
هل تساءلت يومًا من أين تأتي الذهنيَّات الخاطئة؟ أنا فعلت.
مرَّت سنوات على إيماني بالمسيح قبل أن أدرك أنَّ لديّ عدوًّا هو الشيطان وأنَّه يبذل كلَّ ما في وسعه لمنعي من السلوك وفق خطَّة الله الرائعة لحياتي.
ويقول الكتاب المقدَّس إنَّ هدفه الوحيد هو أن يسرق ويذبح ويهلك (يوحنا 10: 10)، وإحدى الطرق الرئيسيَّة التي يعتمدها هي التضليل والكذب علينا ومحاولة بث شتَّى أنواع الأفكار السلبيَّة والمدمِّرة في أذهاننا.
ويعلِّمنا إنجيل يوحنا 8: 44 أن إبليس هو كذَّاب وأبو الكذَّاب، وهو يحاول باستمرار أن يجعلنا نصدِّق أمورًا غير صحيحة بشأن الله والناس وحتَّى أنفسنا، وبالرغم من أنَّ هذه أكاذيب، هو يعلم أنَّنا إذا صدَّقناها فهي تتحوَّل إلى واقع بالنسبة إلينا وتبدأ شيئًا فشيئًا بتمزيق حياتنا من الداخل إلى الخارج. من هنا أهمية التمتُّع بروح تمييز.
نحن نخوض حربًا روحيَّة، ويجب أن نحارب بأسلحة روحيَّة، وقد منحنا الله كلمته لتكون خطّ الدفاع الأساسي في وجه أكاذيب العدو، وأحبّ القول إنَّ الكتاب المقدس هو المقياس الحقيقي للتمييز بين الصحّ والخطأ، ولمعرفة الحق وفضح الأكاذيب. وإذا كانت الفكرة تتوافق مع كلمة الله (وهي الحقّ)، عندئذٍ، نعلم أنَّها ذهنيَّة مناسبة تساعدنا، لكن عندما تتعارض مع الحق، فإننا ندرك أنَّها من العدو ونختار تغييرها.

في هذه افتكر
تؤثِّر أفكارك كلّ التأثير على فرحك وسعادتك ونوعيَّة حياتك، لكن لا يكفي التوقُّف عن التفكير في الأمور الخاطئة، وإنَّما علينا أيضًا استبدالها بأفكار صالحة وصحية وإيجابيَّة من كلمة الله.
فيلبِّي 4: 8، ‘‘أَخِيرًا أَيُّهَا ٱلْإِخْوَةُ، كُلُّ مَا هُوَ حَقٌّ، كُلُّ مَا هُوَ جَلِيلٌ، كُلُّ مَا هُوَ عَادِلٌ، كُلُّ مَا هُوَ طَاهِرٌ، كُلُّ مَا هُوَ مُسِرٌّ، كُلُّ مَا صِيتُهُ حَسَنٌ، إِنْ كَانَتْ فَضِيلَةٌ وَإِنْ كَانَ مَدْحٌ، فَفِي هَذِهِ ٱفْتَكِرُوا (ركِّزوا أفكاركم عليها وازرعوها في قلوبكم).
تعطينا هذه الآية تعليمات مفصَّلة حول أنواع الأمور التي يجب أن نفكِّر فيها. وهي تشجِّعنا بصورة خاصة على التفكير في الأمور الصالحة، الأمور التي تبنينا ولا تهدمنا.
امتلئ بالحق
أريد منك أن تجرِّب هذا الأمر: في المرة المقبلة التي تراودك فيها الأفكار السلبية القديمة نفسها، اختَر استبدالها بحقّ كلمة الله. وخصِّص وقتًا كلَّ يوم، ولو دقائق قليلة، لقراءة الكتاب المقدس والبحث عن آيات تنطبق تحديدًا على التحديات التي تواجهها. ثمَّ اختر أن تلهج بها ودعها تغيِّر أفكارك وقلبك (رومية 12: 1-2)
فعندما تقوم بدورك وتجدِّد ذهنك، يقوم الله بدوره، وحين تواظب على قراءة كلمة الله ودراستها، فإنَّها تصبح الغربال الذي يفضح أكاذيب العدو ويُظهر الحق في كلّ موقف.
ستواجه التحديات عندما تتخذ خطوات للنمو في تفكيرك، لكن لا تستسلم! فعندما تتَّكل على الله وتطلب مساعدته باستمرار في مجال معيَّن، فإنَّك تبدأ ترى تغييرًا، وهو يؤثِّر تأثيرًا إيجابيًّا في نواحي حياتك كافَّة!

الأكثر مشاهدة