رسالة الراعي الصالح


ربنا ها يوديك النار! للأنبا مكسيموس

ربنا ها يوديك النار!

قبل عشرون سنة بدأت خدمة الاجتماع الأسبوعي بسؤال للحاضرين: ما هي أول مرة سمعت فيها اسم الله في جملة مفيدة ؛ في طفولتك؟

وتطوع واحد من الحاضرين بالإجابة وقال : " ربنا ها يوديك النار "
هذه ليست مبالغة ؛ حتي وإن لم تكن بهذا الشكل السافر في التعبير ؛ فإنها مخبأة في أسلوب التربية المتوارث والممتزج بالثقافة المجتمعية المحيطة بنا؛ إستخدام الترهيب والتهديد للطاعة والصلاح ؛ ومن ثم فإن أقوي مصدر للتشريع والصلاح، وأيضا من يملك أقوي أداة ردع للإبتعاد عن العصيان؛ هو الله ! وناره الحامية !

إنها أيديولوجية الخوف والقمع والعبودية، والاعتراض الجاهز والواقعي علي كلامي هو : أن هذا المنطق ليس بعيدًا عن الكتاب المقدس؛ فهذا هو تمامًا ما يقدمه الناموس في العهد القديم!

ولكن فات أصحاب الاعتراض أمرين مهمين: الأول أن الناموس أعطي فعلا للعبيد! لأن كل من يفعل الخطية هو عبد للخطية ؛ والجميع كانوا تحت الظلمة وظلال الموت
الأمر الثاني أن النور والحياة والحرية لم يكونوا قد أُظهروا وأٌعيدوا إلي الإنسان بتجسد الابن الوحيد بعد !
الشريعه في القديم لم تهب الحرية للإنسان ؛ بل بالعكس أكدت علي القمع والترهيب كأداة فعالة لتخويف العبيد وإخضاعهم بالخوف للصواب !
لكن الإنجيل منح الحرية للإنسان من عبودية الخطية والشر ومن العبودية لرأي وتسلط الإنسان علي الإنسان " إن حرركم الابن فبالحقيقة تكونون أحرارا "
الإنجيل لم ينكر دينونة الأشرار ؛ لكنه أنكر أن يكون الله هو من يلقي الناس في جهنم ! بل يحذر المسيح تلاميذه ؛ ممن يستطيع بعد "أن يقتل ؛ أن يلقي الروح والجسد كليهما في جهنم" (لو٥:١٢)

طبعا بالأسف بسبب الجهل الشديد بكلمة الله ؛ يقرأ هذا النص علي أنه يتكلم عن الآب السماوي ! وفاتهم كلمة : "بعدما يقتل" أي إبليس القتال ؛ لأن الآب السماوي لا يقتل!
الانجيل معناه أن الآب السماوي أعطانا إبنه لكي نحيا به ؛ ولهذا فمن له الابن له الحياة ؛ لأن فيه كانت الحياة ؛ وقد أُعطيت به.

الانجيل أعطي لمن نالوا الحياة ونالوا الحرية بالمسيح ؛ ولن يستطيع أحد أن يعيش كما يحق لانجيل المسيح إلا من قبل المسيح وصارت له حياته ثابتة فيه.


" وهذه هي الشهادة أن الله قد أعطانا حياة أبدية وهذه الحياة هي في إبنه"(١يو١١:٥)

الأكثر مشاهدة