رسالة الراعي الصالح


التكلُّم لهدف

عندما بدأ الرب يعلِّمني عن أهمية كلامي الفائقة، أعلن لي أن كلمته مفعمة بالقوَة، ومع مرور الوقت، عندما بدأت أعلن كلامه بفمي، اختبرت أن التعاون معه يحقِّق خطَّته الرائعة لحياتي وحياة الآخرين (عبرانيين 4: 12).

تطلَّب الأمر الكثير من الممارسة، لكنْ كان تعلُّم انتقاء كلماتي عمدًا أحد الجوانب الأكثر متعةً في سلوكي مع الله، ولَمَا استطعت تحقيق ذلك بدون مساعدته.

يدعونا يسوع إلى استخدام كلماتنا لهدف في سلوكنا معه، وهو يريد منَّا أن نعلن حياة، حتى في أصعب اللحظات، لأنّ هذا ما هو يفعله، ونحن مدعوون للاقتداء به.

من هنا نطرح السؤال الآتي: كيف حقَّق يسوع هذا؟ كيف استخدم كلماته في خضمّ الظروف الصعبة؟ قام يسوع بخطوتين أساسيَّتين للتحكُّم في كلامه، وعندما نطبِّقهما فإنَّنا ننتقل إلى مستوى جديد تمامًا في اختبارنا للرب.

 

قاوموا الرغبة في الانتقاد

غالبًا ما تحثُّنا الظروف المخيفة أو المحبطة أو المباغتة على قول وفعل أمور لم نكن لنقولها أو نفعلها لو كانت الأمور تسير بشكل جيِّد. في الواقع، جُرِّب يسوع بهذه الطريقة (وبكل الطرق) لكنَّه لم يرتكب أي خطيَّة ولو حتَّى بالكلام.

وعندما واجه الصعوبات، اختار التقليل من الكلام، وإنَّما لهدف أعظم، فحتَّى لدى تحمُّله الضرب قبل ذهابه إلى الصليب، جاء في الكتاب المقدَّس أنَّه ‘‘لَمْ يَفْتَحْ فَاهُ’’ (إشعياء 53: 7). وهو قال أيضًا لتلاميذه في إنجيل يوحنا 14: 30، ‘‘لَا أَتَكَلَّمُ أَيْضًا مَعَكُمْ كَثِيرًا، لِأَنَّ رَئِيسَ (ملاك الشرّ، حاكم) هَذَا ٱلْعَالَمِ يَأْتِي وَلَيْسَ لَهُ فِيَّ شَيْءٌ’’. لا يوجد قاسم مشترك بيننا، ولا شيء فيّ يخصُّه، ولا سلطان له عليّ.

أحبُّ هذه الآية كثيرًا لأنَّها تذكِّرني بأنَّ يسوع أيضًا احتاج إلى ضبط للنفس لئلا يتكلَّم بما تمليه عليه مشاعره في وقت الشدَّة. وكانت الآلام التي سيتكبَّدها تفوق الوصف، لكنَّه صمَّم ألَا يعطي الشيطان فرصة لإفساد خطَّة الله بكلامه. هكذا أيضًا، عندما نمارس ضبط النفس ونرفض الانتقاد بغضب أو خوف، لا ينال العدو مراده في حياتنا.

 

تكلَّم بكلام الله

عندما شعر يسوع بالضعف بعد أن صام أربعين يومًا وجُرِّب من الشيطان في البرية، حارب أكاذيب العدو عبر مواجهته بكلمة الله قائلًا، ‘‘مكتوب…’’، ثمَّ ختم كلَّ إجابة بحقّ كلمة الله (متى 4: 1- 11). وهكذا، لم يستسلم يسوع لتجارب الشيطان، ويمكننا الاقتداء به عبر التصدِّي لمشاكلنا من خلال ما يقوله الله عنَّا وعن أوضاعنا.

فإذا كنتم تصلُّون مثلًا أن يتغيَّر أطفالكم، غيِّروا كلامكم عنهم وقولوا مثلًا، ‘‘ابني (أو ابنتي) يواجه (تواجه) التحدِّيات الآن، لكنَّني أعلم أنَّ الله أعدَّ خطَّة عظيمة لمستقبله (لمستقبلها) وهو يحوِّل الأمور لخيرنا’’ (إرميا 29: 11؛ رومية 8: 28). أو إذا كنتم تحتاجون إلى مساعدة ماليَّة، ابدأوا بالقول، ‘‘الله يسدِّد احتياجاتي كلَّها، ولديّ أكثر ممَّا يكفي لمساعدة الآخرين’’ (فيلبِّي 4: 19؛ مزمور 37: 25؛ 2 كورنثوس 9: 10: 11).

 

أيًّا تكن التحدِّيات التي تواجهونها، توجد آية لتشجيعكم وتشديدكم في خضمِّها، فكلمة الله حيَّة وفعَّالة ومفعمة بالقوَّة (عبرانيين 4: 12)، وعندما تمتلئ قلوبكم رجاءً ويتوافق كلامكم مع كلام الله، فأنتم بذلك تعملون معه لتحقيق خطَّته العظيمة لحياتكم.

ما هو الكلام الذي تقولونه كلَّ يوم؟ أشجِّعكم على ملاحظة كلامكم والسؤال، ‘‘هل أقول كلامًا  سلبيًّا بدون أيِّ داعٍ اليوم؟ هل يعكس كلامي كلام الله في هذه اللحظة؟’’ اطلبوا منه مساعدتكم على النمو في المجال الذي تصارعون فيه، وثِقوا بأنَّه سيمنحكم النعمة التي تحتاجون إليها لتغيير كلامكم… ثمَّ راقبوه وهو يغيِّر حياتكم.

الأكثر مشاهدة