رسالة الراعي الصالح


خلقتني ليه يارب!؟

حينما تضيق الحياة بالإنسان ويشعر بالوحدة والفراغ والعدم؛ يرفع البعض صوته بالأنين باكيًا: خلقتني ليه يارب؟ 

وهذا السؤال العميق يتحول إلى عتاب واحتجاج وشكوى حينما نسمع بقية هذه العبارة الحائرة: هل خلقتني وتركتني لكي أعيش هذا العذاب الذي أعانيه؟!

العهد القديم يرسخ لمبدأ؛ رفض المسيح له المجد التصديق عليها؛ بل وبرهن عمليًا على أن أعمال الله؛ تجْبُها!

ففيما يقول عاموس النبي: "هل تحدث بلية في مدينة وليس الرب صانعها" (عا ٣: ٦) وفي مراثي ارميا (٣: ٣٨) "من فم العلي ألا تخرج الشرور والخير!" وبهذا المفهوم سألوا المسيح له المجد؛ عن المولود أعمى: هذا أخطأ أم أبواه حتى ولد أعمى؛ فأجاب لا هذا أخطأ ولا أبواه حتى ولد أعمى؛ بل أظهر عمليًا أعمال الله في الأعمى بأن فتح له عينيه؛ فلو كان عمى ذلك المسكين من عند الله وبمشيئته؛ لما أمكن للمسيح له المجد أن يتحداها ويعاندها ويحولها إلى شفاء وإبصار.

فطبقًا لتعليم العهد الجديد؛ ليس الله هو صانع الشرور بل صانع الشر هو الشرير (إبليس) وعالم الشر؛ وعلى نقيض هذه الفكرة فإنه "لأجل هذا أُظهر ابن الله لكي ينقض أعمال إبليس" (١ يو ٣: ٨)

ومن ثم فإن اقتناع الإنسان بأن الله هو صانع ومُريِد الشر له! يحرمه من طلب المعونة للخلاص والنجاة؛ ويتركه تحت طغيان الشرير وصانع الشرور؛ فليس الآب السماوي المحب هو من تركه؛ ولكن الجهل بالإنجيل هو من جعله متروكًا للشر بلا معونة!

الله محبة؛ وقد خلقنا فيضًا من محبته لكي نحيا في كنف محبته ورعايته وأبوته بالخير والرحمة؛ وليس هو صانع الشرور بل معطي جميع الخيرات؛ فقط أُخرج من تحت سلطان الشرير وخداعات شهواته؛ وارتمي في حضنه برجوع التوبة وستعرف حينها لماذا خلقك وكيف يقدر أن ينجيك:

            هذه خبرة حقيقية؛ واسأل مجرب!

الأكثر مشاهدة