رسالة الراعي الصالح


القلب الممتن

يُوافق معظم الناس على أنَّنا نتمتَّع بأمور كثيرة يجب أن نشعر بالامتنان لأجلها، فنحن ننعم بحياة مليئة بوسائل الراحة…

  • نسكن في بيوت مريحة ونرتدي ملابس أنيقة ونملك وسائل نقل موثوقة.
  • لا نفتقر إلى المياه النظيفة أو الطعام الصحي.
  • ننعم برعاية صحية ذات جودة عالية وبنظام تعليمي جيد، ونتمتَّع بالحرية والأمن والأمان.

وبينما نعتبر هذه البركات الرائعة تحصيلًا حاصلًا فنبدأ بالتركيز على ما لا نملكه، يفتقر ملايين حول العالم إلى ضروريات الحياة الأساسيَّة.

لن أنسى أبدًا يوم ذهب أحد أبنائنا في عطلة نهاية الأسبوع مع مجموعة من الأشخاص لمساعدة المشرَّدين. وكان واضحًا أنَّ ذلك الاختبار أثَّر فيه كثيرًا، فاتَّصل بي قائلًا:

‘‘إذا تذمَّرت مجدَّدًا، من فضلك وبِّخيني بشدَّة بسبب حماقتي الشديدة!’’

فبعد أن رأى حياة بعض الأشخاص، شعر بالأسف حيال تذمُّره من الأمور البسيطة في حياته.

فكِّر في الأمر…

يمكن أن نشتكي من أمور تافهة مثل تنظيف المنزل، لكن من ليس له مسكن يتوق أن يمتلك مسكناً لكي ينظِّفه.

هل سبق أن تذمَّرت من تكاليف الصيانة الدوريَّة لسيارتك؟ أنا متأكِّدة من أن مثل هذه المهمة ربما عكرت صفو يومنا بسبب تصليحات غير متوقَّعة، لكن من لا يملك وسيلة نقل يحلم في اليوم الذي يمتلك فيه سيارته الخاصَّة.

نحن ننسى بسهولة كم أنَّنا مباركون! لذا، يجب أن نحرص دومًا على أن يكون لنا قلب ممتنّ.

هذا ‘‘الأمر البسيط’’ يُحدث فرقًا كبيرًا…

أريد منك أن تجرِّب أمرًا، وهو الحفاظ على قلب ممتن طوال اليوم على الأمور التي لم تكن تلاحظها.

فعلى سبيل المثال، أنا أحب القهوة كثيرًا، وأحيانًا، أخصِّص بعض الوقت صباحًا لأشكر الله على هذا ‘‘الأمر البسيط’’ الذي يمدُّني بالفرح والراحة.

وماذا عن بركة المياه الساخنة؟ يمكننا بسهولة أن نعتبرها تحصيلًا حاصلًا لكنَّها تحسِّن حياتنا كثيرًا!

عندما تبدأ بشكر الله على الأمور البسيطة في حياتك، فإنَّها تساعدك على التركيز على الأمور الإيجابيَّة وكلِّ ما تملكه، وبالتالي سيزداد فرحك!

في كلِّ طرقك اعرَفه…

أحد أفضل الأمور التي يمكننا فعلها في خلال اليوم هو تسبيح الله بينما نقوم بعملنا.

أيًّا يكن ما تحاول بناءه، سواء كان بيتك أو زواجك أو عملك أو أمانك المادي أو حتَّى برنامج التمارين الرياضيَّة، يمكنك أن تعبد الله بينما تعمل.

وأنا أحرص دائمًا خلال مؤتمراتي على التواجد في مكان الاجتماع مع بداية فترة العبادة والتسبيح لأنّني أحبّ التمتُّع بحضور الله، وقبل أن أبدأ بالوعظـ، أتأكَّد من أنَّني دخلت محضره بالتسبيح والعبادة.

فأنا أريد تركيز أفكاري على الله وشكره على ما صنعه في حياتي وعلى الكلام الذي وضعه في فمي لكي أنطق به، وأنا أحمده لأجل كل ما سيصنعه أيضًا.

علينا أن نسبِّح الله لأنَّنا نحبُّه، فالتسبيح يقرِّبنا إليه ويساعدنا على سماع كلمته بوضوح، وقبولها والتمسُّك بها بالإيمان.

رؤية الأمور بوضوح أكبر…

إنَّ تقديم الشكر لله طوال اليوم هو ببساطة إحدى الطرق التي نعبِّر له بها  عن امتناننا لشخصه.

فالشكر الدائم لله لا يساعدنا على إدراك كيفيَّة عمله في حياتنا فحسب، لكنَّه يمنحنا أيضًا منظورًا جديدًا للأمور، فتتجدَّد أذهاننا، ويتَّحسن اتِّجاه قلوبنا، ونمتلئ فرحًا (مزمور 16: 11).

من المذهل كيف يعيش شخصان في الظروف نفسها، فينظر أحدهم إلى الأمور بسلبيَّة وعدم رضى ويأس، بينما يمتلئ قلب الآخر بالامتنان والفرح!

ويُحدث التسبيح كلَّ الفرق، فعندما نعيش حياتنا بقلب ممتلئ بالامتنان لأجل شخص الله وعمله في حياتنا، تُرفع عنَّا أثقالنا ونرى كلَّ الأمور من منظور مختلف.

كلّ لحظة نعيشها هي هديَّة من الله، ويمكننا أن نختار العيش بقلب ممتن والتمتُّع بالفرح كلّ لحظة، لأنَّ الله هو ببساطة إله صالح.

الأكثر مشاهدة