رسالة الراعي الصالح


أربع خطوات نحو غفران حقيقي

أن نغفر لشخص أساء إلينا ليس أمرًا سهلًا صدقوني، فأنا أتكلم من واقع خبرة شخصية! ولكني أعلم أيضًا أنه أمر ممكن لأنه بمعونة الروح القدس وبالقوة الممنوحة لنا من الله نستطيع أن نغفر.

كثيرون منكم يعرفون أن والدي أساء معاملتي جسديًا وجنسيًا منذ كنت في الثالثة من عمري وحتى بلغت 18 سنة عندما تركت المنزل مع أول فرصة أتيحت لي ولكني احتفظت بالمرارة وعدم الغفران في قلبي لسنوات طويلة.

على مر السنين وعندما بدأت أدرس كلمة الله، بدأ الله يعلن لي كم الضرر الناتج عن عدم الغفران وأيضًا فوائد الغفران. في كثير من الأحيان نظن أننا نقدم معروفًا لمن أخطأ في حقنا عندما نغفر له ولكننا في الواقع نعمل معروفًا لأنفسنا لأننا عندما نتخلص من الحقد والمرارة والغضب، نستطيع أن نعيش في سلام ونتمتع بالفرح.

قد تقول: “حسنًا يا جويس، أريد أن أغفر، لكن الأمر صعب ولا أعرف من أين أبدأ.” حسنًا، أريدك أن تعلم يقينًا أنك في المسيح تستطيع أن تغفر مهما كان مقدار الإساءة التي تعرضت لها وإليك بعض الخطوات التي يمكن أن تساعدك أن تغفر:

1- خذ قرارًا فريدًا من نوعه
الغفران ليس مجرد كلمات نرددها في صلواتنا “يا رب أنا أغفر لفلان.” الغفران قرار جدي علينا أن نتخذه، قرار صعب وغير مريح وفي بعض الأحيان يكون مؤلم ولكن المجازاة ستجعل الأمر يستحق العناء والألم.

2- اتكل على الرب
لنا امتياز أن نتكل على الرب وأن نطلب منه القوة التي نحتاج إليها لكي نغفر وهذا يعني أن نحيا دائمًا في روح الصلاة “يا رب، ساعدني حتى لا أشعر بالإساءة اليوم. ساعدني حتى لا أغضب وإن غضبت من شخص ما، امنحني نعمة لكي أغفر. (انظر أفسس 4: 32)
فإن كان هناك شخص في حياتك يسيء إليك طوال الوقت أو يضايقك، فستحتاج لا لأن تقرر أن تغفر له فقط لكي تحيا في سلام، بل ستحتاج أيضًا أن تتكل على نعمة الله لكي تغفر له باستمرار، لذلك صل من أجل الأمر طوال الوقت.

3- افهم مشاعرك
يُعرف القاموس المشاعر بأنها العواطف التي تُحدث تغيرًا نفسيًا يجعل الشخص مستعدًا لكي يتصرف أو يسلك بطريقة معينة. فالمشاعر إذًا تخلق رغبة في داخلنا حتى نفعل شيئًا. فعندما يجرحنا شخص ما، نشعر بالألم ونرغب في أن نخبره أن يتوقف وقد نريد أن نرد عليه آذيته أو الهرب منه.
وهنا نحتاج أن ندرك أن مشاعرنا ستحتاج لمزيد من الوقت حتى تتأقلم مع القرار الذي اتخذناه، فمشاعرنا لا تعبر عن حقيقة ذواتنا، فهي متقلبة وقد نشعر بآلاف المشاعر تجاه ذات الأمر. قد نُعجب بشخص ثم لا نطيقه بعدها بقليل. لذلك تذكر أنك تستطيع بإرادتك أن تحيا فوق مشاعرك.

4- صلِ من أجل أعداءك
أوصانا يسوع في متى 5: 44 أن نصلي من أجل أعداءنا ونبارك من يضهدوننا ولا شك أنها أصعب شيء في العالم. ولكن هل نهرب من هذه الوصية لأنها صعبة؟ تذكر أن كل أمر يوصينا الرب أن نفعله هو لخيرنا.
دعونا نكون عمليين: إن حصل زميل لك في العمل على الترقية التي طالما أردتها، فلماذا لا تصلي من أجله في اللحظة التي تتسرب فيها مشاعر الغيرة والحقد إلى قلبك؟ اشتر له هدية! صدقوني سينجح الأمر لأنك عندما تفعل ذلك تكسر قوى الشر (انظر رومية 12: 2)
ذات مرة اكتشفت أن شخصًا نتعامل معه في الخدمة يردد أمورًا سلبية عني، غضبت واردت أن اقطع علاقتنا به ولكن الله أخبرني أن اشتري له هديه وأعبر له عن امتناني له من أجل السنوات الطويلة التي قضاها معنا في الخدمة. لم يكن الأمر سهلًا في البداية ولكن عندما فعلت ذلك، امتلأت بالفرح وتمكنت من الضحك من كل قلبي.

إنه اختيارك
اليوم، بوسعك أن تختار أن تنتصر على الشر بالخير حتى تتمتع بمستوى جديد من الفرح.

الأكثر مشاهدة