النعمة تُحدث فرقاً كبيراً! جويس مايير
- حياة الإيمان
- Aug 01, 2022
إذا مضت فترة على إيمانك بالمسيح، فمن المحتمل أن تكون قد عانيت بسبب عادات محبطة أو أن يكون قد خاب أملك بسبب اختبارات الفشل.
لكن عندما تنال إعلانًا عن نعمة الله في حياتك، فهي تغيِّر كلَّ شيء. وما هي النعمة؟
بدايةً، فكِّر في مشكلة تواجهها الآن في حياتك، وقد تكون عبارة عن عادة سيئة أو نزاع في علاقة، أو فترة امتحان طويلة وصعبة.
والآن، أودَّ أن أسألك: ‘‘هل تحاول جعل الأمور تسير على ما يرام؟ وهل نجحت في ذلك؟ أم إنَّك تشعر بالإحباط أو خيبة الأمل أو اليأس؟
إذا كنتَ تبذل مجهودًا بدون تحقيق أي نتيجة، فأنا اختبرت هذا أيضًا! واعلَم أنَّك في أفضل موقع لاختبار روعة نعمة الله في حياتك.
المحاولة لا تنفع
النعمة هي القوَّة للتغلُّب على عادات سيئة، أو صنع سلام في علاقة ما، أو لإخراجك منتصرًا من امتحان ما، بمعزل عن محاولاتك.
فالنعمة هي قوَّة الله، وليست قوَّتنا نحن، للتغلُّب على هذه كلِّها.
وكلّ ما تفعله محاولاتنا هو التسبُّب لنا بالإحباط، فيستحيل أن نحسِّن أنفسنا من خلال محاولاتنا… والصلاة أكثر أو لمدَّة أطول، ودراسة كلمة الله أكثر، والقيام بأعمال صالحة، إلخ
ولا تسئ فهمي، فلا ضرر في القيام بأيٍّ من هذه الأمور، فهي مفيدة فعلًا، لكنَّ لن يكون لها تأثير حقيقي ودائم في حياتنا إلَّا إذا فعلناها معتمدين على قوَّة الله.
واللافت في ‘المحاولة’’ هو أنَّها لا تتماشى مع مبادئ الكتاب المقدَّس، فالكلمة بحدّ ذاتها واردة في الكتاب المقدَّس لكنَّها لا تدعونا إلى القيام بأعمال أفضل أو تحسين أنفسنا.
وإذا بحثتم عن الكلمة باللغة الإنكليزيَّة فيُشار بها إلى ‘‘امتحان’’ إيماننا، أو ‘‘امتحان’’ الأرواح، أو ‘‘اختبارنا’’ لصقل شخصيَّتنا.
لكنَّ محاولاتنا هي مجرَّد مجهود بشري لا يُحدث فينا التغيير الذي تحقِّقه قوَّة الله أو نعمته حصرًا.
وليس من الخطأ أن نريد أن نكون أناسًا أفضل، فالله وضع هذه الرغبة في داخلنا، لكن جاء في رسالة غلاطية 3: 10 في الترجمة الموسَّعة، ‘‘أما كلّ من يحاول العيش بمجهوده الخاص، بعيدًا عن الله، فإنَّه تحت اللعنة’’.
لذا نجد أنفسنا في معظم الأحيان محبطين وخائبين ومستنزفين بسبب الأمور التي تجري في حياتنا، فنحاول حلَّها بمفردنا.
هو ينتظر أن تطلب
يحبُّنا الله ويريد مساعدتنا ونحن أولاده، لكنَّه لن يفرض مساعدته علينا.
وهو يرى صراعاتنا، وأعتقد أنَّ قلبه ينفطر لأنَّ كلَّ ما علينا فعله هو طلب المساعدة منه!
علَّمني الله هذه الحقيقة بطريقة لن أنساها أبدًا…
فزوجي ‘‘دايف’’ طويل القامة، وأنا متوسِّطة القامة. منذ سنوات عدَّة، كانت لدينا نافذة مرتفعة جدًّا فوق مغسلة المطبخ في منزلنا، وكان يستحيل عليّ إغلاقها بدون بذل أقصى مجهود.
كيف كان ‘‘دايف’’ ليشعر لو أني خرجت من المنزل وطلبت من جاري المجيء لإغلاق النافذة؟
أو ماذا لو حاولت إغلاقها بنفسي، وجاهدت وتسلَّقت على المنضدة وأوقعت الأشياء واستُنزفت قواي، فيما دايف جالس في المكان؟ أليس هذا مهينًا له؟
هكذا أيضًا، يحزن الله عندما يرانا نصارع بدون أيِّ داعٍ، فيما هو ينتظر أن نستبدل المحاولة بالثقة.
ونعمته هي القوَّة لعيش حياة فيَّاضة، وبالإيمان نحن ننال بركات الله ولا نشتريها، ويستحيل أن نحصل عليها من خلال السعي والنزاع والمحاولة.
وجاء في رسالة أفسس 2: 8-9 ‘‘لِأَنَّكُمْ بِٱلنِّعْمَةِ مُخَلَّصُونَ، بِٱلْإِيمَانِ، وَذَلِكَ لَيْسَ مِنْكُمْ. هُوَ عَطِيَّةُ ٱللهِ. لَيْسَ مِنْ أَعْمَالٍ كَيْلَا يَفْتَخِرَ أَحَدٌ’’.
ومثلما قبلنا المسيح، نحن نحيا أيضًا بالروح، بنعمة الله، بالإيمان.
الأمر بسيط جدًّا لدرجة أنَّنا نغفل عنه، وعلينا ببساطة التواضع طالبين المساعدة من الله ومن ثمَّ العمل بوصاياه.
وإذا فعلنا ما نقدر عليه بأمانة، فإنَّ الله أمين ليسكب علينا نعمته ويفعل ما لا نقدر عليه. وهذا مذهل جدًّا.