ماذا تفعل عندما تشعر بالوحدة؟ - جويس مايير
- حياة الإيمان
- Jun 29, 2022
الوحدة مشكلة كبرى يواجهها أناس كثر اليوم. يقول لنا الله في الكتاب المقدَّس إنَّنا لسنا وحدنا، وإنَّه يريد أن يحرِّرنا ويعزينا ويشفينا، لكن عندما يتعرَّض الناس لخسائر مؤلمة في حياتهم، يعجز كثيرون بينهم عن تخطِّيها. أن تكون وحدك لا يعني أنَّك ‘‘وحيد’’ عندما يحدث أمر يبيِّن لنا أن الأحوال لن تعود كما كانت في الماضي، غالبًا ما تنشأ أزمة أو صدمة في حياتنا تولِّد لدينا شعورًا بالوحدة واليأس. يجب أن تفعل أمرين… 1. اعلَم أنَّ الله معك دومًا 2. اسعَ جاهدًا إلى بدء حياتك من جديدعندما نتعرَّض لحدث صادم، يسهل علينا أن نغفل عن الصورة الكبرى وأن نشعر بأنَّ كلَّ ما في الحياة باء بالفشل، لكن من الضروري أن نتذكَّر أنَّ الحياة لم تنتهِ، بل ولّى جزء منها فحسب. فلا تجلس هامدًا في انتظار حدوث أمر ما أو تدخُّل شخص ما، بل بادر إلى بناء صداقات جديدة، وابحث عن شخص وحيد وصادقه، وستحصد ما زرعته، وسيزيد الله صداقاتك أضعافًا. عندما تقع أحداث سيئة في الحياة ولا تسير الأمور كما خطَّطنا لها، فقد نشعر بالوحدة وحتَّى باليأس إزاء مستقبلنا، وإذا لم نتوخّ الحذر فقد نقع في الشفقة على الذات ونكتفي بمراقبة الحياة وهي تفوتنا.
وغالبًا ما تتجلَّى على نحو ألم داخلي أو فراغ أو توق إلى الشعور بمحبَّة الآخرين، وكثيرًا ما يعاني الأشخاص الذين يشعرون بالوحدة إحساسًا بالفراغ أو انعدام الجدوى أو الهدف.
عندما أسافر حول العالم، أصادف عددًا متزايدًا من الأشخاص الذي يطلبون المساعدة والإرشاد للتعامل مع الوحدة في حياتهم.
أعتقد أنَّنا اختبرنا جميعًا ذلك، ففي بعض الأحيان، عندما تقع مأساة مفاجئة، يبدو الألم لا يُحتمَل، وبدون الحصول على مساعدة، يستقرّ الشعور بالوحدة على الإنسان أو العائلة مثل غيمة داكنة لا تنقشع.
كثيرة هي أسباب الوحدة، لكن ثمّة أمر أكيد، وهو أنّه ليس علينا التعايش معها، بل يمكننا مواجهتها والتعامل معها.
أود سؤالك: هل أنت لوحدك (مستقل، غير محاط بأشخاص، بمفردك)؟
أم إنَّك وحيد (متروك، مهجور، حزين بسبب انعدام الرفقة)؟
يوجد فرق كبير بين الحالتين! إذا كنت لوحدك، فهذا لا يعني أنَّك وحيد أو منعزل. وفيما قد لا نتمكَّن دائمًا من تجنُّب التواجد وحدنا، توجد دائمًا حلول للوحدة.
فأحيانًا كثيرة، تنتج الوحدة عن صدمة أو أزمة متأتية عن وفاة شخص نحبُّه أو طلاق أو انفصال…
يشبه هذا عملية التئام الجرح، فقد تشعر بالألم لفترة طويلة، لكن الشفاء التام يستلزم تحسُّنًا يوميًّا.
عندما لا يتعافى الجرح الجسدي، فهذه دلالة على وجود التهاب يحتاج إلى معالجة. وأعتقد أنَّ المبدأ نفسه ينطبق على الجروح العاطفية، فمشاعرنا تحتاج إلى شفاء تمامًا مثل أجسادنا.
فالله منحنا مشاعر تمامًا مثلما منحنا أجسادًا، ووفَّر لنا الشفاء العاطفي فيه على غرار الشفاء الجسدي. صحيح أنَّك قد تفتقد دائمًا الشخص أو الشي الذي تخسره، لكن هذا لا يعني أنَّ عليك العيش في وحدة دائمة.
إذا كنت تتعامل مع الشعور بالوحدة، عليك القيام بأمرين مهمَّين:
يذكِّرنا الله في الكتاب المقدَّس بأنَّه معنا دومًا وبأنَّه لن يهملنا أبدًا (عبرانيين 13: 5)
ويدفعنا الشعور بالوحدة إلى طرح أسئلة كثيرة على أنفسنا بدون أن نجد لها جوابًا، ومنها:
ماذا لو بقيت وحدي لبقيَّة حياتي؟ ماذا لو يزُل الألم الذي أشعر به؟ ماذا لو برزت مشكلة ولم أقدر أن أتعامل معها بمفردي؟ ماذا لو… ماذا لو… ماذا لو….؟
يمكن أن تطول قائمة الأسئلة إلى ما لا نهاية، ومن المحتمل ألَّا تتمكَّن أبدًا من الإجابة عن هذه التساؤلات، لكن ما دمت تعلم أن الرب معك، اطمئن لأنَّه يملك كل الأجوبة التي تحتاج إليها.
فلقد مضى موسم ليبدأ موسم جديد الآن، إذا كنتَ مستعدًّا لاتخاذ الإجراءات المناسبة.
لكن ليست هذه خطَّة الله لحياتك، فهو أعدّ لك مستقبلًا زاهرًا، وهو يريد منك التمسُّك به، عالمًا أنَّه معك في كلّ خطوة في الطريق.