رسالة الراعي الصالح


كيف اقبل غفران الله؟

كثيرًا ما نتساءل: كيف أقبل غفران الله في حياتي؟ الحل هو الإيمان والثقة بوعوده.

هل تخدم الله أم مشاعرك؟

ربما يبدو هذا السؤال غريباً بالنسبة لشخص مؤمن، ولكنه ليس كذلك على الإطلاق. دعوني أصيغ السؤال بطريقة مختلفة … عندما تطلب من الله أن يغفر لك، هل تقبل غفرانه في الحال أم تضيع الوقت في الشعور بالذنب؟

ما أكثر المؤمنين الذين يعانون من مشاعر الذنب والإدانة وكأنهم يحاولون أن يدفعوا ثمن ما فعلوه في الوقت الذي دفع فيه يسوع الثمن كاملاً.

إن محبة الله غير المشروطة محبة يصعب إدراكها وذلك لأننا نعيش في عالم يطالب بثمن لكي شيء نحصل عليه. ولكن الله لا يشبه البشر!

أليس هذا خبراً سارًا؟

علينا أن ندرك أنه غفر لنا سواء شعرنا بغفرانه أم لا.

قوة الاعتراف

تعتبر مشاعر الذنب والإدانة مشكلة كبيرة في الكنيسة، لهذا أريد أن ألفت انتباهكم إلى أنها مشاعر. فإن كنا نعرف كلمة الرب عن حق، نستطيع أن نعلن المكتوب على حياتنا بالرغم من مشاعرنا وسرعان ما ستفقد المشاعر سلطانها وقوتها.

على سبيل المثال، تقول كلمة الله في 1يوحنا 1: 9 أننا إن اعترفنا بخطايانا فهو أمين وعادل أن يغفرها لنا وهذا ما يجب أن نتمسك به.

لذلك، عندما تطلب غفرانًا من أجل أمر معين وبعدها كنت لا زلت تشعر بمشاعر ذنب، افتح فمك واعلن بصوت مسموع “الله غفر لي” واستشهد بما جاء في 1يوحنا 1: 9 وغيرها من الآيات الموجودة في الكتاب.

إن الصلاة وإعلان مواعيد الله بصوت مسموع سيساعدنا على تجديد أذهاننا ويساعدنا أيضاً أن نتمسك ونتشبث بالمكتوب وبالتالي ننال النصرة على إبليس.

سيحاول عدو الخير أن يجعلك تشعر بالذنب حتى وإن لم ترتكب ذنباً، لذلك علينا أن نعترف بكل خطية ونخرجها للنور ثم نرتدي سلاحنا الروحي ونثبت في أماكننا.

المحبة تنتصر على الإدانة

إن جوهر وخلاصة الأمر هو أننا نريد أن نكون محبوبين محبة غير مشروطة ومقبولين كما نحن دون أن نتظاهر أو ندعي. فقط نريد أن نكون مقبولين ومحبوبين وهو الشيء الذي يقدمه الله لكل شخص فينا.

لا يوجد من هو مستحق لهذه المحبة ولكي نقبل محبة الله علينا أن نؤمن أولاً أنه يحبنا.

إن كان من الصعب علينا أن نصدق الله بشأن محبته لك، لا تواصل حياتك واضعاً هذا الأمر خلفك ولا تقبل الوضع. ادرس ما يقوله الكتاب المقدس عن محبة الله لك، اقرأ كتباً تناقش هذا الموضوع، استمع لتعليم يتناول هذا العنوان وفكر في الأمر ملياً.

ردد قائلاً: إن كان الله سيمنح محبته لأي شخص، أريد أن أكون أنا هذا الشخص وإن كان سيحرر أي شخص، ليكن هذا الشخص أنا، سوف أتمتع بفرح الله وسلامه وإن كان الله سيستخدم أي شخص، ليكن هذا الشخص أنا.

لا تستسلم لمشاعرك بل طببها وعالجها وتعامل معها متذكراً كل يوم أنك خليقة جديدة في المسيح يسوع.

إنه موسم للنمو

مشكلة أخرى يعاني منها المؤمنون اليوم هي أنهم لا يؤمنون بأن الله لديه خطط عظيمة لحياتهم. لا تصدق مشاعرك تجاه هذا الأمر أيضاً، بل ثق في كلمة الله.

تقول الله في إرميا 29: 11 “لأني عرفت الأفكار التي أنا مفتكر بها عنكم يقول الرب. أفكار سلام لا شر لأعطيكم آخرة ورجاء.”

بوسع كل منا أن يعيش المستقبل الذي رسمه الله إن سعينا نحوه وإن اخترنا أن ننمو ونتعمق في علاقتنا مع الله. نعم، النمو صعب، وما أصعب أن نتعلم أن نقول لا لأنفسنا ونعم لله في بعض الأحيان، لكن في كل مرة ننكر فيها الجسد يصير أضعف قليلاً ويكون النصر من نصيبنا.

أنا هنا لكي أقول لكم أن حربكم مع مشاعر الإدانة والذنب ستقل عندما تعرفون من تكونون في المسيح وعندما تختارون أن تنموا في علاقتكم معه، بل وأكثر من ذلك ستحبون الرب أكثر وستحبون من يوجهكم وينصحكم لأنهم يساعدكم أن تتغيروا ونتضجوا.

أريد أن أشجعكم أن تستيقظوا صباح كل يوم مقبلين على الحياة غير متكلين على مشاعركم عالمين أن الله يحبكم مهما حدث وأن مشاعركم يجب ألا تقود مجرى حياتكم، في وسط ظلام الخطيئة، يأتي السؤال: كيف أقبل غفران الله وأعيش في نوره؟

فهل تقول له: “يا رب، أنا ملكك، أفعل بحياتي ما تشاء؟”

الأكثر مشاهدة