رسالة الراعي الصالح


التصدي للتجارب

تعلِّمنا كلمة الله كيفية التصدي للتجارب التي تواجهنا في حياتنا اليومية، بالاعتماد على القوة الإلهية، تعتبر الشهوات والتجارب جزء من الحياة اليومية ولا أعتقد أن يوماً قد يمر دون أن نكون مُجربين أن نخطئ بشكل أو بآخر كأن نُجرب أن نظل غاضبين من شخص ما أو أن نستسلم لأن الطريق صعب أو أن نقلق أو نشتكي ونتذمر أو ألا نوفي بوعد التزمنا به تجاه شخص ما.

سنكون مُجربين في أمور كثيرة وسنحاول بكل الوسائل مقاومتها والتصدي لها.

وهنا أريد أن أوضح أن التجربة في حد ذاتها ليست خطية ولكنها تصبح خطية عندما ندخل فيها. أقول هذا لأن كثيرين يعتقدون أنهم أخطأوا عندما يتعرضون للتجربة ولكن هذا ليس صحيح.

إن ضبط النفس أحد ثمار الروح القدس، لذلك نستطيع أن نختار أن نفعل الصواب عندما نكون مُجربين أن نفعل الشيء الخطأ. ولكن إن أردنا أن ننجح في مقاومة التجربة، علينا أن نعرف أنفسنا أولاً.

إلى أي حد تعرف نفسك؟

نميل بطبعنا أن نخدع أنفسنا بالتغاضي عن بعض مناطق الضعف في حياتنا ويبدو أن إبليس يعرفنا أكثر مما نعرف نحن ذواتنا ولكي ننتصر عليه يجب أن ندرس سلوكياتنا ونتعامل مع ضعفاتنا.

نقطة ضعفي الشخصية هي عدم الصبر عندما لا تسير الأمور بسلاسة أو حسبما أريد وهي تجربة يجب أن أبذل فيها جهد أكبر لكي أتصدى لها. وبالرغم من أني صرت أفضل بكثير عما كنت، إلا أن المشكلة لم تختفي تماماً.

أليس هذا مثيراً للاهتمام: أن مناطق الضعف في حياتنا -بالرغم من دراستنا لها وبالرغم من محاولاتنا للتغلب عليها- لا تزال نقطة ضعف في حياتنا؟ لهذا يقول الكتاب المقدس في غلاطية 5: 1 “اثبتوا إذاً في الحرية التي قد حررنا المسيح بها ولا ترتبكوا أيضاً بنير عبودية.”

أرأيتم؟ ربما نلنا الحرية والنصرة في منطقة معينة، إلا أن إبليس سيحاول مجدداً أن يجربك فيها. لهذا السبب نحتاج أن نتعلم أن نقول باستمرار “أنا أعظم من منتصر في المسيح. سوف أصلي وسوف أنال معونة من الله ونصرة على إبليس في كل مرة.”

التصدي للتجارب: لا تحاول أن تتعامل مع الأمر بنفسك

كثيراً ما نحاول أن نتعامل مع كل شيء بأنفسنا، أليس كذلك؟ نحاول أن نقاوم التجربة بالجسد في الوقت الذي يجب فيه أن نطلب المعونة من الرب.

يقول إنجيل متى 26: 41 “اسهروا وصلوا لئلا تدخلوا في تجربة. أما الروح فنشيط وأما الجسد فضعيف.”

قد تكون دوافعنا رائعة ولكن قد نفشل. لهذا السبب نحن في حاجة لأن ندعو الرب أن يتدخل من البداية وباستمرار.

فكر معي في الأمر! ماذا سيحدث لو أن شخصاً طلب العون من الرب باستمرار حتى لا يفرط في تناول الطعام؟ ماذا سيحدث لو أن الأشخاص ذوي الطباع الصعبة طلبوا من الرب باستمرار أن يساعدهم حتى يظلوا هادئين ومسالمين؟

أنا أؤمن  أن الفائدة ستكون كبيرة جداً إن فعلنا ذلك كمؤمنين. دعونا نصلي قبل أن نقع في التجربة ولنصلي باستمرار من أجل نقاط الضعف فينا ولنقبل أن هناك بعض الأمور التي سنظل نصلي من أجلها بقية أيام حياتنا.

لاحظ الأوقات التي تكون فيها أكثر عرضة للتجربة

سيحاول إبليس أن يجربنا عندما نكون متعبين أو منهكين في العمل أو عندما تكون حياتنا غير متزنة بحيث نهمل الاعتناء بأنفسنا.

يقول بطرس في رسالته الأولى 5: 8 “اصحوا واسهروا لأن إبليس خصمكم كأسد زائر يجول ملتمساً من يبتلعه هو.”

والأمر الرائع والمُطمئن هو أن الله معنا دائماً وأنه لن يتركنا ولن يفقد الأمل فينا.

أيمكن أن يخرج أي شيء صالح من التجربة؟

التصدي للتجارب يمكن أن يكون تحديًا، لكن بالصلاة والصوم نستطيع التغلب على كل عائق.هل تصدق أن اجتياز التجارب أمر مفيد؟ نعم، لأنها تجعلنا نلاحظ سلوكنا لنتعلم كيف ننمو وننضج وتذكر دائماً أن الله أمين وأنه سوف يستخدم كل ما نجتاز به لخيرنا.

الأكثر مشاهدة