قناة الراعي الصالح


الحرب الروحية | الدرس الثالث | الدعامات الأساسية للثبات في الحرب الروحية | الأنبا مكسيموس

الحرب الروحية

الدرس الثالث

)الدعامات الأساسية للثبات في الحرب الروحية( 

"لَيْسَ لأَحَدٍ حُبٌّ أَعْظَمُ مِنْ هذَا: أَنْ يَضَعَ أَحَدٌ نَفْسَهُ لأَجْلِ أَحِبَّائِهِ. يوحنا ١٣:١٥”

،رب المجد، أحبك أنت، أحبك باسمك حتى قبول الموت لأجلك، ليعطيك حياته، والعهد الجديد الذي قطعه معك بدمه

وهنا يأتي دورك كإنسان، أن تحبه لدرجة الموت، أن تدخل معه في عهد الموت، بذلك تكتمل المعادلة
هو مات لأجلك كي يهبك حياته، وأنت ستموت معه لتستلم حياته
. 

والمقصود بالموت هنا، ليس موات إلى فراغ، بل المعُبَّر عنه بأن ينقل لك حياته، وأنت تستلم حياته


 في درس اليوم سنذهب لواحدة من الأسباب الخطيرة التي تجعلني لا أثبت في الحرب الروحية، والدعامات الأساسية التي تساعدني على الثبات في الحرب الروحية.

     المعروف في تاريخ الكنيسة، وفي تعاليم الإنجيل، أنه بفم الرب نفسه قال لتلاميذه "فَاذْهَبُوا وَتَلْمِذُوا جَمِيعَ الأُمَمِ وَعَمِّدُوهُمْ بِاسْمِ الآب وَالابْنِ وَالرُّوحِ الْقُدُسِ. وَعَلِّمُوهُمْ أَنْ يَحْفَظُوا جَمِيعَ مَا أَوْصَيْتُكُمْ بِهِ. متى ١٩:٢٨، 20 "، ولكن الكسر الذي حدث في التاريخ، أن الكثير اعتمدوا، وحتى القسيس الذي قام بالتعميد، أصبحوا يجهلون معرفة المسيح، أي لا توجد قوة لاستلام وتسليم حياة المسيح، هذا الوقت الذي ظهر فيه مارتن لوثر، الذي اكتشف الإيمان أي قوة الإيمان، فقامت حركة الإصلاح على أساس الإيمان، ولكن الحقيقة أن مارتن لوثر لم يرتكب هذا الخطأ الذي سأسرده الآن، لأنه احتفظ بقواعد التسليم الرسولي صحيحة، ولكن الانشقاق الذي حدث في حركة الإصلاح كان بسبب عدم اتفاقهم على سر التناول، مما أدى إلى كسر في كل شيء، فظهرت مسيحية تتكلم عن الإيمان بالمسيح، وأن الخلاص بالإيمان بالمسيح، وأن الإيمان بالمسيح أي التصديق أن المسيح مات لأجلي، وغفر خطاياي، فإن آمنت بذلك فقط تخلص. وهذه المسيحية أنكرت كل الموروثات، كالمعمودية، مستندين على أفعال كثير من الذين اعتمدوا، ومن وجهة نظر واقعية أنهم مازالت حياتهم كما هي ولم تتغير.

     ولكن لا دخل لي بالواقعية، فإني أستند على تعليم الإنجيل، فنص الإنجيل عندما قال الرسول بولس وتلميذه سيلا، لسجان فيلبي آمن فتخلص، لم يذكر كلمة فقط " فَقَالاَ: «آمِنْ بِالرَّبِّ يَسُوعَ الْمَسِيحِ فَتَخْلُصَ أَنْتَ وَأَهْلُ بَيْتِكَ». أعمال الرسل ٣١:١٦ " ولكن بالرجوع لتكملة النص نقرأ " فَقَالاَ: «آمِنْ بِالرَّبِّ يَسُوعَ الْمَسِيحِ فَتَخْلُصَ أَنْتَ وَأَهْلُ بَيْتِكَ». ٣٢ وَكَلَّمَاهُ وَجَمِيعَ مَنْ فِي بَيْتِهِ بِكَلِمَةِ الرَّبِّ. ٣٣ فَأَخَذَهُمَا فِي تِلْكَ السَّاعَةِ مِنَ اللَّيْلِ وَغَسَّلَهُمَا مِنَ الْجِرَاحَاتِ، وَاعْتَمَدَ فِي الْحَالِ هُوَ وَالَّذِينَ لَهُ أَجْمَعُونَ."، هذه المقدمة كررتها وسأكررها مئات المرات، الذين لم يفهموا ماهية المعمودية، بسبب أن المعمودية أصبحت في نظر الكثيرين بأن أبونا يغطسه في جرن المعمودية، والطفل كان صغير، ولما كبر لم تثمر فيه المعمودية، إذًا أين هو عمل المعمودية؟ أرجو أن تقرأ معي رسالة رومية الإصحاح السادس.

" أَمْ تَجْهَلُونَ أَنَّنَا كُلَّ مَنِ اعْتَمَدَ لِيَسُوعَ الْمَسِيحِ اعْتَمَدْنَا لِمَوْتِهِ، فَدُفِنَّا مَعَهُ بِالْمَعْمُودِيَّةِ لِلْمَوْتِ، حَتَّى كَمَا أُقِيمَ الْمَسِيحُ مِنَ الأَمْوَاتِ، بِمَجْدِ الآبِ، هكَذَا نَسْلُكُ نَحْنُ أَيْضًا فِي جِدَّةِ الْحَيَاةِ؟ ٥ لأَنَّهُ إِنْ كُنَّا قَدْ صِرْنَا مُتَّحِدِينَ مَعَهُ بِشِبْهِ مَوْتِهِ، نَصِيرُ أَيْضًا بِقِيَامَتِهِ.  رومية ٣:٦ - 5 " وجاءت في الترجمة العربية المشتركة "3 ألا تَعلَمونَ أنّنا حينَ تَعَمّدْنا لِنَــتّحِدَ بالمسيحِ يَسوعَ تَعَمّدْنا لنَموتَ معَهُ، 4 فدُفِنّا معَهُ بالمعمودِيّةِ وشاركْناهُ في موتِهِ، حتى كما أقامَهُ الآبُ بقُدرَتِهِ المجيدَةِ مِنْ بَينِ الأمواتِ، نَسْلُكُ نَحنُ أيضًا في حياةٍ جديدَةٍ؟ 5 فإذا كُنّا اَتّحَدْنا بِه في موتٍ يُشبِهُ مَوتَهُ، فكذلِكَ نَــتّحِدُ بِه في قيامَتِهِ."

1. قد اعْتَمَدْنَا لِمَوْتِهِ                     

2. فَدُفِنَّا مَعَهُ بِالْمَعْمُودِيَّةِ لِلْمَوْتِ

3. حَتَّى كَمَا أُقِيمَ الْمَسِيحُ مِنَ الأَمْوَاتِ، بِمَجْدِ الآبِ، هكَذَا نَسْلُكُ نَحْنُ أَيْضًا فِي جِدَّةِ الْحَيَاةِ

     وهذا يعني أنه كي تكون مستعد للمعمودية بحسب تعليم الكنيسة الأولى  ، يجب أن تأخذ عهد، وهو أن تكون مستعد أن تموت مع المسيح من الآن "أَمْ تَجْهَلُونَ أَنَّنَا كُلَّ مَنِ اعْتَمَدَ لِيَسُوعَ الْمَسِيحِ اعْتَمَدْنَا لِمَوْتِهِ،" هذا ليس مجرد كلام، ولكنه مشوار طويل، يبدأ بالدخول في عهد مع المسيح، بأن أقبل أن أموت مع المسيح عن ذاتي، فإذا تواجهت مع موقف ضد كرامتي، وتأتي الوصية تطلب مني التضحية بكرامتي، يجب أن أموت عن ذاتي مقابل طاعة الوصية، أموت عن رغباتي، وشهواتي، ومسراتي، هذا هو الطريق لمن يريد أن يمشي طريق الغلبة، والنصرة، وقوة القيامة، فقط أرشدك للطريق، يجب قطع كل ما هو لإبليس، هذا هو مفتاح النصرة في الحرب الروحية، وإلا فلا تغيير ولا تقدم في الحياة الروحية، فتبقى كما أنت ولا جديد يتجدد، وإبليس يخدعك، وتظن أنك مؤمن لذهابك للكنيسة وخادم، ومرنم، ومتقدم بين أعضائها ... إلخ، فإذًا نحن أمام عهد موت.

     إذًا المعمودية ليست رمز روحي، ولكن تطبيق فعلي، فبتغطيسك في المعمودية، وأنا ككاهن مكلف من الكنيسة أقوم بعملية دفنك في المعمودية "مَدْفُونِينَ مَعَهُ فِي الْمَعْمُودِيَّةِ، الَّتِي فِيهَا أُقِمْتُمْ أَيْضًا مَعَهُ بِإِيمَانِ عَمَلِ اللهِ، الَّذِي أَقَامَهُ مِنَ الأَمْوَاتِ. كولوسي ١٢:٢ "   فأنت قد مت بالعهد، فدور الإنسان هو فقط أن تقبل حكم الموت، لأن حركة العبور من الموت إلى القيامة، يقوم بها الروح القدس، إذًا وكيف لي أن أحصل على الروح القدس الذي سيقيمني؟ 

     وللإجابة، هذا هو دور الكاهن إذًا في عمل المعمودية، وهنا يحب أن أشير بأنه لابد أن يكون الكاهن ممتلئًا من الروح القدس، وإلا كيف سيقوم بعملية توصيل ونقل قوة الروح القدس للشخص الذي سيقوم بتعميده، ومن خلال كلمة الصلاة، يسلمها له، بناءً على عهد الموت الذي قطعه الشخص المُعمد. "وكانَ هذا رَمزًا للمَعمودِيّةِ التي تُنَجّيكُمُ الآنَ، لا بإزالَةِ وسَخِ الجَسَدِ، بَلْ بِعَهدٍ صادِقِ النّـيّةِ معَ اللهِ بِقيامَةِ يَسوعَ المَسيحِ 1 بطرس ٢١:٣ ت. مشتركة

 

     وهنا يلح السؤال، ماذا لو كان الكاهن ليس فيه روح الله؟ ما هو موقف الشخص المعمد في هذه الحالة؟ أقول ما دمت أنت أخذت عهد الموت، الروح القدس قادر أن يتدخل ويكمل ما نقص، كي يهبك الحياة بطريقته، ولكن لابد من المعمودية، لأن الإنجيل قال عمدوهم، متى ١٩:٢٨، لقد ظهر المسيح لشاول بنفسه، وجلال قدرته، ولكنه أرسل له حنانيا كي يعمده،"17فذهَبَ حنانيّا ودخَلَ البَيتَ ووضَعَ يَدَيهِ على شاوُلَ وقالَ: «يا أخي شاوُلُ، أرسَلَني إلَيكَ الرّبّ يَسوعُ الذي ظهَرَ لَكَ وأنتَ في الطّريقِ التي جِئتَ مِنها، حتى يَعودَ البَصَرُ إلَيكَ وتَمتلـئَ مِنَ الرّوحِ القُدُسِ» 18فتَساقَطَ مِنْ عَينَيهِ ما يُشبِهُ القُشُورَ، وعادَ البَصَرُ إلَيهِ، فقامَ وتَعَمّدَ. أعمال الرسل ١٧:٩، 18 ت. مشتركة "، وأيضًا عندما ظهر الملاك لكَرْنِيلِيُوسُ أرسل له القديس بطرس كي عمده " ٤٧ «أَتُرَى يَسْتَطِيعُ أَحَدٌ أَنْ يَمْنَعَ الْمَاءَ حَتَّى لاَ يَعْتَمِدَ هؤُلاَءِ الَّذِينَ قَبِلُوا الرُّوحَ الْقُدُسَ كَمَا نَحْنُ أَيْضًا؟» ٤٨ وَأَمَرَ أَنْ يَعْتَمِدُوا بِاسْمِ الرَّبِّ. حِينَئِذٍ سَأَلُوهُ أَنْ يَمْكُثَ أَيَّامًا. أعمال الرسل ٤٧:١٠، 48 " فعمده حتى بعد أن قبل الروح القدس كما التلاميذ أيضًا.

     كثيرون أمسكوا في جزئية الإيمان، وأسقطوا قبول المسيح "وَأَمَّا كُلُّ الَّذِينَ قَبِلُوهُ فَأَعْطَاهُمْ سُلْطَانًا أَنْ يَصِيرُوا أَوْلاَدَ اللهِ، أَيِ الْمُؤْمِنُونَ بِاسْمِهِ. يوحنا ١٢:١" وقاموا بتفسير الإيمان خطأً على أنه الثقة، ما دمت صدقت وآمنت بما فعله الله في المسيح لأجلك خلصت، وعند التطبيق وجدوا أنفسهم لم ينالوا شيئًا.

     تعليم العهد الجديد، عندما قطعت عهد الموت في المعمودية، أنت لم تقطعه مع الكاهن، فالكاهن خادم وكوكيل لسرائر الله، هو سكرتير وليس صاحب العمل، ولكنك قطعت عهد الموت مع المسيح، الرب عندما أمسك الكأس وباركها وأعطاها لتلاميذه، وقال لهم هذا هو العهد الجديد بدمه؟ "وَكَذلِكَ الْكَأْسَ أَيْضًا بَعْدَ الْعَشَاءِ قَائِلاً: «هذِهِ الْكَأْسُ هِيَ الْعَهْدُ الْجَدِيدُ بِدَمِي الَّذِي يُسْفَكُ عَنْكُمْ. لوقا ٢٠:٢٢ "، أي أصبح هناك طرفين للعهد، المسيح الطرف الأول، والإنسان هو الطرف الثاني، وهذا قائم على قول الرب له كل المجد "لَيْسَ لأَحَدٍ حُبٌّ أَعْظَمُ مِنْ هذَا: أَنْ يَضَعَ أَحَدٌ نَفْسَهُ لأَجْلِ أَحِبَّائِهِ. يوحنا ١٣:١٥” رب المجد، أحبك أنت، أحبك باسمك حتى قبول الموت لأجلك، ليعطيك حياته، والعهد الجديد الذي قطعه معك بدمه. وهنا يأتي دورك كإنسان، أن تحبه لدرجة الموت، أن تدخل معه في عهد الموت، بذلك تكتمل المعادلة، هو مات لأجلك كي يهبك حياته، وأنت ستموت معه لتستلم حياته.

     والمقصود بالموت هنا، ليس موات إلى فراغ، بل المعُبَّر عنه بأن ينقل لك حياته، وأنت تستلم حياته، فالرب نفذ دوره في العهد الجديد، "لَيْسَ لأَحَدٍ حُبٌّ أَعْظَمُ مِنْ هذَا: أَنْ يَضَعَ أَحَدٌ نَفْسَهُ"، لقد وقَّعَ الطرف الأول، وأنت تأتي لتوقع الطرف الثاني، كي تدخل في عهد الحب، ولتوضيح الموت الذي يقصده بالموت، يقول الرب "اَلَّذِي عِنْدَهُ وَصَايَايَ وَيَحْفَظُهَا فَهُوَ الَّذِي يُحِبُّنِي، وَالَّذِي يُحِبُّنِي يُحِبُّهُ أَبِي، وَأَنَا أُحِبُّهُ، وَأُظْهِرُ لَهُ ذَاتِي». يوحنا ٢١:١٤" وفي عدد 23 من ذات الإصحاح يقول "أَجَابَ يَسُوعُ وَقَالَ لَهُ: «إِنْ أَحَبَّنِي أَحَدٌ يَحْفَظْ كَلاَمِي، وَيُحِبُّهُ أَبِي، وَإِلَيْهِ نَأْتِي، وَعِنْدَهُ نَصْنَعُ مَنْزِلاً. يوحنا ٢3:١٤" ولكي تتحد به، وتكون أنت فيه وهو فيك وتأخذ حياته،"وَمَنْ يَحْفَظْ وَصَايَاهُ يَثْبُتْ فِيهِ وَهُوَ فِيهِ. وَبِهذَا نَعْرِفُ أَنَّهُ يَثْبُتُ فِينَا: مِنَ الرُّوحِ الَّذِي أَعْطَانَا. 1 يوحنا ٢٤:٣" لابد أن تموت عن محبة العالم، محبة الذات، ومحبة الخطية، بأن تموت عن حكمة هذا الدهر، أن تضع أمامك مسطرة تسلك بحسبها، ماذا كان يفعل المسيح لو كان مكاني؟ "مَنْ قَالَ: إِنَّهُ ثَابِتٌ فِيهِ يَنْبَغِي أَنَّهُ كَمَا سَلَكَ ذَاكَ هكَذَا يَسْلُكُ هُوَ أَيْضًا. 1 يوحنا ٦:٢" هل كان يسوع كابن الإنسان سيتصرف ويعمل مثلما تفعل من تصرفات، من تهكم على الآخرين، من ازدراء، من كلمات لا تليق بأولاد الله، وأفكار تدور في داخلك ليست كفكر المسيح "فَلْيَكُنْ فِيكُمْ هذَا الْفِكْرُ الَّذِي فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ أَيْضًا فيليبي ٥:٢" لو سرت على هذا النهج والطريق الذي كان في المسيح يسوع، وأطعت التعليم، (عهد الموت) ستكون حياتكم، وشركتكم مع المسيح، ونصرتكم على إبليس 

"إذًا أحبائي "فَقَطْ عِيشُوا كَمَا يَحِقُّ لإِنْجِيلِ الْمَسِيحِ، حَتَّى إِذَا جِئْتُ وَرَأَيْتُكُمْ، أَوْ كُنْتُ غَائِبًا أَسْمَعُ أُمُورَكُمْ أَنَّكُمْ تَثْبُتُونَ فِي رُوحٍ وَاحِدٍ، مُجَاهِدِينَ مَعًا بِنَفْسٍ وَاحِدَةٍ لإِيمَانِ الإِنْجِيلِ، فيليبي ٢٧:١ "

اِرسل سؤال

لمشاهدة جميع الحلقات

اضغط هنا